على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم يسبق أن شغل شخص يفتقر إلى قاعدة شعبيّة منصب رئيس وزراء لبنان، كما في حالة نجيب ميقاتي. لا، هو يفتقر إلى القاعدة الشعبيّة وإلى الرعاية العربية (ليس عنده إلا رعاية أميركيّة وفرنسيّة). وميقاتي يسعى منذ سنوات من أجل أن يستقبله الحاكم السعودي. كان الوحيد بين الحضور في القمّة العربيّة الذي لم يحظَ باجتماع مع محمد بن سلمان (الذي استقبل بشّار الأسد، بينما نال ميقاتي مصافحة). وكان ميقاتي قد رفض بأدب المبلغ السخيّ الذي تمنحه السعوديّة لكل رئيس وزراء جديد، مقابل أن يستقبله الحاكم السعودي عندما يزور المملكة للعمرة (ولم يستقبله الحاكم مرّة). في مقابلة قبل يومين، قال: «أدعو إسرائيل إلى الخروج من الأراضي اللبنانيّة المحتلّة... لكي لا يكون لنا مبرّر لاستخدام هذا السلاح لا للمقاومة ولا للداخل». تخيّل أن رئيساً (مفترض أن يكون) وطنياً يدعو دولة عدوّة إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة من أجل أن ينزع السلاح عن المقاومة ضد هذا العدو. ما يفعله ميقاتي هو تماماً ما كان يدور بين فؤاد السنيورة والمبعوثين الأميركيين أثناء حرب تموز. كانوا يتداولون مع إسرائيل (بصورة مباشرة وغير مباشرة) حول مساعدة فؤاد السنيورة ضدّ المقاومة، وكان الأخير يطالب بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا لنزع الذريعة من المقاومة. أي إنّ الهدف ليس تحرير الأرض والتخلّص من ربقة الاحتلال، وإنّما طلب مساعدة العدو لنصرته ضد طرف لبناني آخر. وهذه هي رسالة نجيب ميقاتي أمس. يدعو إسرائيل لمعاونته في التخلّص من سلاح الحزب الذي يُزعج إسرائيل. أي إنّ ميقاتي والسنيورة لا يريدان التخلّص من احتلال إسرائيل لفلسطين أو للبنان، وإنّما يريدان من إسرائيل مساعدتهما على التخلّص من سلاح الحركات التي تُزعج إسرائيل. طبعاً، لا للتخوين، لكن كيف تصنّف الذي يطلب من العدو نصرته ضد مقاومة وطنية؟ والذي يُوجِّه هذه الدعوة يعبّر عن حقيقة فهمه لطبيعة إسرائيل، أي هي دولة تنسحب من أراض محتلة كرمى لعيون ميقاتي والسنيورة. ليس أودع من إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات