على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الثنائي الشيعي في ورطة. هو يتجه نحو جلسة نيابية لاختيار الرئيس الجديد في مواجهة طائفية حادة، إذ إنّ للنوّاب الشيعة مرشحاً خاصاً بهم وللنوّاب المسيحيين مرشحهم. وفي الانقسام الطائفي الحاد، الذي لم يزدد إلا استعاراً في السنوات الماضية، يؤدي هذا الوضع إلى ترسيخ عزل الثنائي الشيعي، وهذا جزء من الخطة التي قادها التحالف الخليجي الغربي الإسرائيلي منذ حرب تموز. والسلوك السياسي للثنائي يشوبه الكثير من الارتباك والتعثّر. ما كانت الحكمة من تظاهرة الطيونة ضد القاضي بيطار (ماذا حلّ بالقاضي بيطار؟ هل لا يزال يمعن في التحقيق ويلتقي مع ممثلي حكومات الغرب في السرّ وفي منزله؟). تظاهرة الطيّونة ساهمت في زيادة عدد نواب سمير جعجع وتحويله إلى بطل مسيحي يتمتع بسطوة المُنقذ (الطائفي). وتحويل ترشيح فرنجية إلى مرشح خاص بالنواب الشيعة (وإن أيّدهم عدد قليل جداً من النواب من غير الشيعة) يُضعف سليمان فرنجية. ولو فاز، فسيكون أضعف مما كان عليه ميشال سليمان الذي كان ربّما أضعف رئيس في تاريخنا. وترشيح جهاد أزعور لا يقلّ، في المغزى الطائفي، عن ترشيح سليمان فرنجيّة. نكاد ننسى أنّ رفيق الحريري تمرّس في اختيار ممثلي المسيحيين في زمن كانت فيه القوى المسيحية الفاعلة تقاطع الحياة السياسية في لبنان أيام النفوذ السوري. جهاد أزعور كان واحداً من هؤلاء الذين كانت القيادة الحريريّة تنتقيهم كي يكونوا وفق أهواء مزاج الطائفة التي يمثّلها رفيق الحريري. والثنائي غير واضح في طرحه: إذ يقول إنّ جهاد أزعور هو مرشح تحدٍّ لمرشحهم. هذا صحيح. كل مرشح هو بداهةً مرشح تحدٍّ للمرشح المضاد وهذا يسري على مرشح الثنائي. وعندما يقول ممثلو الثنائي إنّهم لا يقبلون برئيس تحدٍّ لمرشحهم فإنّهم بهذا يعنون: مرشحنا أو لا أحد. لو أنّ الحزب لم يسمح بشقّ صف تحالفه الثمين (له) مع التيار الوطني الحر، لكان الأمر يختلف كلياً. الحزب سيندم أكثر من التيار على فرط هذا التحالف أو التفاهم.

0 تعليق

التعليقات