القاهرة | لم يمهل سرطان الرئة معالي زايد (1953 ــ 2014) طويلاً. فارقت الممثلة المصرية الحياة أمس بعد رحلة قصيرة مع المرض الخبيث بدأت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي (الأخبار 30/10/2014) بعدما نُقلت على عجل إلى «مستشفى السلام الدولي» في المعادي تحت الرعاية المركزة.

بعدها، نُقلت إلى «مستشفى المعادي للقوات المسلحة» قبل أن تسلم الروح عن عمر ناهز 61 عاماً، وبعد حملات صلاة لم تتوقف قادها محبّوها من النجوم والمشاهدين طوال الأيام الـ 20 الماضية. بوفاة زايد، فقدت «هوليوود الشرق» نجمتين كبيرتين في أقل من 10 أيام رغم اختلاف الأجيال بعدما رحلت مريم فخر الدين (الأخبار 4/11/2014). وبينما تم اهداء الدورة الحالية من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» لروح فخر الدين، بات منتظراً أن يشهد حفل الختام تكريماً لاسم معالي زايد. كيف لا والراحلة تعدّ إحدى أبرز الممثلات المصريات خلال العقود الثلاثة الأخيرة رغم قلة أدوارها مقارنة بأخريات ورغم أنها لم تحظ كثيراً بالبطولة المطلقة؟ وكانت أسرة زايد قد صممت لسبب غير معروف على إخفاء خبر إصابتها بالسرطان، لكن تقارير الأطباء أوضحت الحقيقة، خصوصاً عندما أكدت على تدهور الحالة ووصول المرض إلى الكبد بعد الرئة واستمرار إصابتها بغيبوبة، علماً بأنّها كان تدخن بشراهة، مما اعتبره الأطباء سبباً رئيساً لإصابتها بالسرطان.
رحلت زايد قبل أسابيع من تكريمها في «المهرجان القومي للسينما المصرية». انتباه متأخر لمكانة الفنانة القديرة التي تركت بصمة خاصة على الأعمال التي شاركت في بطولتها. ورغم أنها صنفت لفترة كممثلة كوميدية، إلا أنّها كعادة المخضرمين نجحت بسهولة في كسر هذا الطوق وقدمت العديد من الأدوار الصعبة والمؤثرة وأنهت المشوار بدور «دولت» البارز في مسلسل «موجة حارة» (كتابة مريم نعوم، إخراج محمد ياسين) في رمضان 2013. وعن هذا الدور، نالت إشادات لا تُحصى. هذا كان المسلسل الأخير. أما البداية، فكانت في نهاية السبعينيات مدعومة بكونها ابنة لعائلة فنية بامتياز، والدتها هي آمال زايد التي جسدت شخصية أمينة في ثلاثية «بين القصرين» و«قصر الشوق» والسكرية» (جميعها للكاتب نجيب محفوظ) أمام الممثل الراحل يحيى شاهين. ومن بين أفراد العائلة خالتها جمالات زايد، وأيضاً السيناريست الراحل محسن زايد. وكما شاركت والدتها في فيلم «بين القصرين»، شاركت معالي زايد في مسلسل «بين القصرين» عام 1987 لكن بشخصية مختلفة عن تلك التي قدمتها الأم. على مستوى السينما، شاركت في العديد من الأفلام المهمة والجماهيرية معاً، من بينها «الشقة من حق الزوجة» أمام محمود عبد العزيز ونعيمة الصغير (إخراج عمر عبد العزيز ــ 1985) وهو من أكثر الأفلام التي ارتبطت بها الأسرة المصرية. كذلك، كوّنت دويتو مع المخرج رأفت الميهي. وكانت أول ممثلة تجسد شخصية «رجل» في فيلمه الشهير «السادة الرجال» (1987). يومها، حلقت شعرها بالكامل. ومع الميهي، قدمت أيضاً «سمك لبن تمر هندي» (1988)، و«سيداتي سادتي» (1989). وقبل الأفلام الثلاثة، وقفت أمام يحيى الفخراني في فيلم آخر للميهي هو «للحب قصة أخيرة» (1968) الذي شهد حملة عنيفة ضدها بسبب مشهد حميم مع الفخراني. ومع نور الشريف، يذكر لها الجمهور فيلمي «كتيبة الإعدام» (1989) و«الصرخة» (1991). ومع أحمد زكي، شاركت في بطولة «البيضة والحجر» (1991). إلى جانب السينما، كان لزايد تواجد قوي في سوق الدراما عبر مسلسلات مثل «امرأة من الصعيد الجواني»، «ديدي ودوللي»، «حارة الطبلاوي»، «حضرة المتهم أبي»، و«ابن الأرندلي» إلى جانب تواجد محدود في المسرح كمسرحية «سكر هانم» مع الراحل أبو بكر عزت.