القاهرة | تحرّش جنسي في جامعات مصر. الخبر ليس جديداً والجميع يعرف، لكنّ أحداً لا يحرّك ساكناً! الجديد في القصة هو قرار طالبات في قسم اللغة العبرية في كلية الآداب في «جامعة عين شمس» اللجوء إلى الإعلام بعدما فشلت رئيسة القسم ليلى إبراهيم أبو المجد في الحصول على دعم المسؤولين في الجامعة لردع «مافيا الأساتذة» الذين عاثوا في القسم فساداً. ولمن لا يعرف، فهذا القسم تحديداً لطالما جذب اهتمام الإعلام الإسرائيلي عندما كان في أوج قوّته بوصفه مصدراً لعدد قليل من المتخرجين القادرين على معرفة ما يدور داخل مجتمع العدو. رغم أن التحرّش الجنسي جريمة لها وقع خاص في المجتمع المصري، إلا أنّ الحملة لم تحصر تركيزها بهذه الآفة فقط، وخصوصاً أنها ليست مجرّد عملية عشوائية في الشارع يقوم بها شبان من دون إنذار مسبق. هنا انحدر الدرك بالأستاذ الجامعي ليتحوّل إلى متحرّش، ما دفع الحملة إلى البحث في انهيار المستوى التعليمي داخل القسم المعني بفهم لغة العدو؛ إذ اشتكى الطلاب من تعمّد «مافيا الأساتذة» تخريب المناهج لإجبارهم على الحصول على دروس خصوصية بمبالغ باهظة، وإلا يصبح الرسوب في الامتحان الخيار الوحيد، إضافة إلى إجبارهم على شراء الكتب الخاصة بهم.

أما إذا كان عدد طلّاب الدفعة قليلاً، فيرفع الأستاذ سعر الكتاب عمّا كان عليه العام الماضي، تفادياً لتكبّد أي خسائر. وكشف بعض الطلاب عن استخدام الأساتذة لـ«كلمات سر» يعطونها لمن يحصل على دروس خصوصية لكتابتها في الامتحان، ما يضمن لهم النجاح بتفوق، من بينها كلمة «يوسيفوس يحبّ البطاطس». يوسيفوس فلافيوس هو مؤرخ يهودي كان الجمهور المصري يجهله إلى أن خرج الطلاب عبر قناتي «أون تي في» و«دريم 1» أول من أمس، كاشفين ما يجري في دهاليز الجامعة. وبدلاً من أن يتجه الاهتمام إلى معرفة ما كتبه يوسيفوس في تاريخ اليهود، تحوّل الرجل إلى كلمة سر تستخدمها عصابة الأساتذة المتحرشين لتحقيق مكاسبهم الخاصة.