الناقد المغربي تحدّى الإسلاميين بقبلة

  • 0
  • ض
  • ض

الرباط | قبلة عادية في فيلم Spider Man حاكت خيوطها الدبقة في المشهد المغربي. بدأت القصة على متن طائرة كانت تقل أعضاء من «حزب العدالة والتنمية» المغربي الحاكم من القاهرة إلى بلدهم. لكنّ النواب احتجوا بقوة على عرض فيلم «الرجل العنكبوت» في الطائرة، ففرضوا على ربان الطائرة إيقاف بثه، ما كاد أن يعرقل مسار الرحلة الدولية. حين رأى أستاذ علم الجمال موليم العروسي، وزوجته الناشطة والتشكيلية كنزة بنجلون ما حصل في الطائرة التي كانا على متنها أيضاً، لم يتقبلا فكرة أن يطالب النائب عبد العزيز أفتاتي الشهير بمواقفه المثيرة للجدل بوقف عرض قبلة «سبايدرمان» على متن الطائرة. هكذا، سارعا إلى نشر صورة لهما وهما يقبّلان بعضهما (الصورة) على صفحتيهما الشخصية على فايسبوك احتجاجاً على طلب النواب الإسلاميين. العروسي الباحث في الفن المعاصر المغربي كتب على صفحته أنّ إخراج القبلة إلى العلن احتجاج على «المد الأصولي»، وهو في الأساس فكرة زوجته. علماً أنّ «الثنائي المشاغب» أسهم قبل عامين في الحراك الشعبي في المغرب من خلال خلق ورشات فنية تمكن الشباب من الاحتجاج بواسطة الفن. كما عُرف العروسي بكتاباته الكثيرة عن منع الإبداع وتحريمه وعن لعب النواب الإسلاميين على المشاعر الدينية بدلاً من الاحتكام إلى العقل، وتحقيق المنفعة العامة. وقد دعا العروسي أصدقاءه على الموقع الأزرق إلى نشر صور لهم «تشع بالحب وبالرقة» على مدى أسبوع، مضيفاً: «ما على الذين لا تعجبهم الصور إلا إغماض عيونهم، أو حذفه من لائحة أصدقائهم». وتابع العروسي مشدداً على أن المبادرة جاءت للرد على فكر «تقليدي يحد من حرياتنا في الإبداع والتفكير». قبلة العروسي وبنجلون، أثارت غضب بعض روّاد فايسبوك الذين رأوا فيها تمرداً على «الأخلاق العامة»، فيما وصفها آخرون بالشجاعة و«المبادرة الذكية للتصدي لإسلاميي «العدالة والتنمية» الذين عادوا لحمل «خطابهم الأخلاقي المسكوك» بعد فشلهم في إدارة أمور الحكومة التي وصلوا إليها على بساط احتجاجات «20 فبراير». وقد نجحت هذه القبلة في تحريك نقاش افتراضي واسع في الأوساط الثقافية المغربية، إذ نشرت مئات التعليقات على صفحة العروسي الخاصة، تضمّن بعضها انتقادات وصلت إلى حد السبّ، في مقابل أخرى دافعت عن موقف الزوجين الحضاري، معتبرةً أن الصورة «تعبير عن الحب»، ولا تمس الأخلاق العامة.

0 تعليق

التعليقات