القاهرة | «الستّ» قرّرت ارتداء النقاب. هذه ليست مزحة، بل واقعة شهدتها مدينة المنصورة المصرية (محافظة الدقهلية) أوّل من أمس حين أُلبس تمثال أم كلثوم نقاباً (الصورة) لساعات عدة. ما حدث لا يشبه تحطيم تمثال أبو العلاء المعري في سوريا. الجماعات التكفيرية ليست مسؤولة عمّا حدث في المحروسة، بل لجأ شباب الثورة إلى «كوكب الشرق» ثانية أثناء تظاهرة احتجاجاً على النظام الإخواني في ذكرى «ثورة 25 يناير». بعد رفع صور «ثومة» في تظاهرات منددة بالتحرش الجنسي خلال الأيام الماضية، أراد الشباب الإشارة إلى ما قد تتعرض له المحروسة في ظل حكم الإخوان المسلمين. رغم أنّ البعض قد يرى مبالغة في الحادثة، إلا أنّ رصد تصرفات هذه الجماعة وغيرها خلال العامين الماضيين يؤكد أنّها لم تأت من فراغ. ولمن لا يذكر، فتمثال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تعرّض للتكسير في مدينة أسيوط، فيما تتعرّض الأضرحة الصوفية لهجمات شبه منتظمة من دون أي تدخل رسمي لحمايتها. أما القيادي السلفي عبد المنعم الشحات، فقد صرّح أخيراً بأنّه يفضّل «تغطية وجوه التماثيل الفرعونية بالشمع»، قبل أن يفجّر القيادي في جماعة «الجهاد» مفاجأته الكبرى، معلناً أنه في حال تولي جماعته الحكم، سيهدم الهرم وأبو الهول، تيمّناً بما فعلته حركة «طالبان» بتماثيل بوذا. التحرش المستمر بتاريخ مصر دفع المجتمع المدني إلى ابتكار أساليب جديدة، علّها تعيد «أم الدنيا» إلى الزمن الجميل.