منذ خمس سنوات، اغتيل أحد أدمغة «حزب الله». هكذا يصف العدو قبل الصديق عماد مغنية، الشخصية الاستثنائية التي يؤكد استشهادها أهمية دورها في صنع إنجازات المقاومة في الحرب الدائمة مع الصهاينة. وفي هذه المناسبة، وفي يوم «القادة الشهداء»، تقيم «الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات» حفلاً موسيقياً وإنشادياً تحييه «أوركسترا شمس الحريّة» التي قدّمت العديد من الأمسيات في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد حرب تموز. هذا التاريخ الذي شكّل مفصلاً هاماً، ليس في الصراع مع إسرائيل وحسب، بل في علاقة «حزب الله» بالفنون. شهدت هذه المرحلة تطوراً ملحوظاً في بيئة الحزب من هذه الناحية، وخصوصاً بعد تأسيس «رسالات». وبصرف النظر عن الموقف السياسي، حققت هذه الجمعية الثقافية التابعة لـ«حزب الله» بشكلٍ أو بآخر، إنجازات عدّة واستطاعت خلال وقت قياسي حجز موقعٍ في المشهد الثقافي اللبناني العام. موقعٌ مرموق مهنياً، متواضع فنياً، وموجَّه ثقافياً وسياسياً ومنفتح نسبياً. طبعاً، ما تقدّمه الجمعية لا يجوز قياسه بمعايير النقد الفني المجرَّدة، ولا مقاربته إلا من باب النسبية. باستثناء المهنية في العمل التي لا غبار عليها بكل المعايير، لم تقدِّم «رسالات» ما يذهل الجمهور، إلا إذا أتى النشاط موقَّعاً من إيران على مستوى الموسيقى والسينما، لما لهذا البلد من خبرة وإنجازات عالمية في المجاليْن.
إذن، في الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الحاج رضوان، تستضيف «رسالات» (الغبيري – قرب السفارة الكويتية) «أوركسترا شمس الحرية» التي تضم كل عائلات الآلات الموسيقية الكلاسيكية الغربية، الإضافة إلى كورال من 12 منشداً (بقيادة علي باجوق). ستؤدي المجموعة باقة من الأعمال الخاصة بالمناسبة، مثل: «الخالدون»، «غادرتنا»، «الأرض تحكي عمادها»، إضافة إلى «وصيّتي لكم» وغيرها.
وفي السياق نفسه، لكن على الضفة السياسية المناقضة، قدّمت مجموعة من الموسيقيين (يوازي عددهم أوركسترا متوسطة الحجم) الأسبوع الماضي حفلاً في ذكرى 14 شباط، نقله تلفزيون «المستقبل». إذا كانت ملاحظاتنا على نشاط «حزب الله» الفني من باب الحرص على تطوّر الحياة الثقافية في لبنان، فما رأيناه على الشاشة الزرقاء كان مهزلة بكل معنى الكلمة. لا نتكلم على قيمة الأغنيات الحريرية الفنية (من توقيع أحمد قعبور وعاصي الحلاني وإلياس الرحباني)، بل على العار الذي لحق بقائد أوركسترا (ريشار سلفيتي) وعشرات الموسيقيين الذين أجبروا على «التمثيل» لإبهار المستمع بصرياً، في حين أن الأغنيات كان مسجّلة مسبقاً (Playback). والمضحك مثلاً هو تصوير عازف العود عن قرب عندما كان للبزق عزف منفرد في التسجيل المبثوث!



«أوركسترا شمس الحريّة» في حفل موسيقي وإنشادي حيّ ــــــ 7:30 مساء اليوم ــ مسرح «رسالات ــ المركز الثقافي لبلدية الغبيري»ـــ بيروت (قرب السفارة الكويتية) / للاستعلام: 01/821645