أيّها الفايسبوكيون استعدّوا! من اليوم فصاعداً، سيرتدي الموقع الأزرق حلّة جديدة. خلال مؤتمر صحافي تقيمه اليوم، ستعلن الشركة التي تأسست عام 2004 عن تعديلات على خدمة آخر الأخبار الخاصة بها المعروفة بالـ News feeds. وفي إطار أخذ الخدمة نحو مزيد من التخصّص، سيفرد الموقع مساحة أكبر للصور المحمّلة إما عليه مباشرة أو على تطبيق «إنستاغرام» الخاص بمشاركة الصور. حصّة الموسيقى ستكون محفوظة أيضاً، وسيصبح بإمكان المستخدمين معرفة الأغاني التي يستمع إليها أصدقاؤهم، إضافة إلى إمدادهم بمعلومات عن برامج ومواعيد الحفلات الغنائية المرتقبة وأحدث الألبومات. ومن المتوقع أن يعمد الموقع إلى إبراز الإعلانات بطريقة أكثر وضوحاً، ليستحيل على المستخدم «غض النظر عنها». تركيز الشركة الأميركية على الإعلانات هو محاولة لانتزاع مزيد من العائدات من الشبكة العنكبوتية في وقت يتخذ فيه مستخدمو الويب من هواتفهم الخلوية وسيلة لدخول النت. أمام هذا الواقع، تبرز أسئلة كثيرة إلى الواجهة حول الأسباب التي دفعت الشركة إلى هذه التعديلات. لا يمكن إهمال التهديد الحقيقي الذي يواجهه الموقع الشهير من قبل زملائه مثل «إنستاغرام» وتويتر وغيرهما، إضافة إلى المخاوف من أن يقع «ضحية» جيل جديد نشأ على استخدام الهواتف الذكية وأهمل الحواسيب. صحيفة «لو موند» الفرنسية أوردت في عددها الصادر أوّل من أمس مقاربة للموضوع، معتمدةً على التقرير السنوي الخاص بفايسبوك. أقرّ موقع المليار مستخدم بانخفاض اهتمام الشريحة العمرية دون الـ 25 عاماً بالموقع مقابل الإقبال على غيره كـ«إنستاغرام» الذي استحوذ عليه فايسبوك أخيراً مقابل مليار دولار. وتشير الدراسة إلى أنّ الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و24 عاماً (ثلث عدد مستخدمي فايسبوك) باتوا يقضون وقتاً أقل على الموقع، ما سيؤثر سلباً في العائدات. هذه النتيجة عززها تصريح للمدير المالي في فايسبوك حين اعترف بأن «إنستاغرام» سحب البساط من تحت أقدام الموقع الأزرق وأصبح منافساً حقيقياً له، موضحاً أنّ ابتكار «منتجات مماثلة، وأكثر فاعلية وجاذبة للشباب» سيكون ضمن أولويات المرحلة المقبلة. هذه الصعوبات طرحت إشكاليات وجودية أمام فايسبوك تتعلّق بجدوى الاستمرار وماهية سبل التطوير. وهنا لا بد من الإشارة إلى شهادات نشرتها صحيفة الـ «هافنغتون بوست» الأميركية في آب (أغسطس) الماضي حول رأي المراهقين بفايسبوك. وقد رأى هؤلاء أنّ الموقع أصبح «مملاً ومعقّداً» مقارنة بتويتر و«إنستاغرام». بعدها جاء دور الشباب الفرنسي الذي اعتبر فايسبوك «تافهاً» وفق استطلاع نشرته «لو موند». في الختام، تتطرّق الصحيفة الفرنسية إلى «الإهمال» الذي أصاب الموقع الأزرق، موضحةً أنّه «ليس جديداً بل يعود إلى سنوات مضت». فترة وجيزة من الانتظار والمراقبة ستكون كفيلة بإثبات ما إذا نجح موقع مارك زوكربرغ في تفادي «الكارثة»!