القاهرة | إذا كانت جماعة «الإخوان المسلمين» نفسها غير قانونية، فلماذا نندهش إذا أنجز مخرج تابع لها فيلماً مخالفاً للقانون؟ تعليق انتشر خلال اليومين الماضيين، وتناول أزمة أوّل فيلم محسوب على سينمائيين وفنانين ينتمون إلى «الإخوان المسلمين». كان من المفترض عرض شريط «تقرير» للمرة الأولى مساء اليوم في «قاعة سيّد درويش» التابعة لـ«أكاديمية الفنون» قبل أن ينتفض الطلاب ويجبروا الإدارة على وقف العرض سريعاً، إثر تعرضها لـ«عملية خداع غير متوقعة»! بدأت القصة عندما تقدمت مجموعة من الشباب بطلب للأكاديمية لاستئجار «قاعة سيد درويش» في منطقة الهرم لإقامة حفلة غنائية للأطفال، ما سهل الحصول على الموافقة بكلفة أقل من التسعيرة العادية. في الوقت نفسه، أعلنت شركة «سينما النهضة» المنتجة للفيلم موعد العرض الأوّل لـ«تقرير» ووزعت التذاكر، ما دفع الأكاديمية إلى تبديل موقفها. وافق المنتجون على طلب الأكاديمية الحصول على القيمة الحقيقية للإيجار في اعتراف صريح بمخالفة القواعد منذ البداية. غير أنّ التغطية الصحافية للحدث دفعت «هيئة الرقابة على المصنفات الفنية» إلى التأكد من أنّ الفيلم لم يحصل أصلاً على أي موافقات رقابية وضرب بالقانون عرض الحائط وفق ما قال رئيس الهيئة عبد الستار فتحي. تزامن ذلك مع زيادة غضب طلاب «أكاديمية الفنون» ومتخرجيها من استغلال «قاعة سيد درويش» لعرض فيلم لجماعة ترى أن «الفن حرام، باستثناء ما تقدّمه هي».
على الأثر، قرّر رئيس الأكاديمية سامح مهران منع عرض الفيلم نهائياً، فضلاً عن تأكيد الرقابة ضرورة مشاهدة الشريط أوّلاً! وكما كان متوقعاً، كان الفيلم من بطولة الممثل المصري الوحيد المؤيد للإخوان محمد شومان، بمشاركة الكثير من الوجوه الجديدة، فيما ترتدي الممثلات الحجاب. ينطلق العمل من تقرير إخباري يتفاعل معه الناس والمثقفون بطرق مختلفة، ما يظهر عدداً من «الأمراض الاجتماعية» على حد قول مخرجه عز الدين دويدار. وأكد دويدار للإعلامية منى الشاذلي أنّه لن يغير اسم الشركة (سينما النهضة) التي تأسست العام الماضي بمشاركة عدد كبير من السينمائيين المقتنعين بأهمية وجود هذا النوع من الفن، نافياً أن تكون ممولة من قيادات الجماعة ورافضاً في الوقت نفسه الحكم على العمل سياسياً. انطلق المخرج المصري من زميله خالد يوسف لتبرير موقفه، فالأخير لا يصنّف كـ«مخرج ناصري»، إلا أنّه تجاهل على ما يبدو أنّه شخصياً ينتمي إلى التيار الوحيد في البلد الذي يحرّم الفن!