القاهرة | «ليه الشغب؟» هو أحدث فيديو أطلقته تعاونية «مُصرّين» الإعلامية المصرية أمس، ويتناول عرضاً ملخصاً عن العنف الذي تعرّض له أبناء المحروسة خلال «ثورة 25 يناير». شكّل الشريط رداً على أحدث الأسئلة الوجودية لجماعة «الإخوان المسلمين»، كما وصفها الكاتب والباحث عمرو عزت في مقاله الأخير في جريدة «المصري اليوم». السؤال الأحدث للإخوان كان «ماذا تفعل لو جالك واحد يشتمك عند بيتك، هل ستسكت؟». حاول عزّت أن يقنع أصحاب السؤال، بأنّ الأهم هو معرفة لماذا جاء هؤلاء أصلاً إلى مقرّ الإخوان ليعلنوا احتجاجهم على سياسة الجماعة التي كانت محظورة حتى قيام الثورة. انطلاقاً من هذا المبدأ، يركز فيديو «ليه الشغب؟» على تفسير عودة موجة العنف إلى الشارع المصري بالتزامن مع الذكرى الثانية لـ«ثورة يناير». سجّل الفيديو مشاهد غضب عديدة في القاهرة والإسكندرية ومحافظات مصرية أخرى، بدءاً بالغضب على محكمة الإسكندرية التي لم تصدر بعد حكمها النهائي في قضية قتل متظاهري الثورة رغم مرور عامين، مروراً بالغضب القاهري على استشهاد جابر صلاح «جيكا»؛ أوّل ضحية في عهد الرئيس محمد مرسي، وصولاً إلى أم شهيد تسير بمفردها حاملة صورته على كتفها وتنوح «حبيبي يا إبني». يؤكد الشريط أن «الكل خرج يبحث عن العدالة»، ليوجهوا رسالة مفادها: «إمّا القصاص أو الفوضى». رسالة لن يتراجع المواطنون عنها لمجرد أنّ «هناك مندسين هدفهم تشويه صورة الثوار، شباباً ونساء وعجزاً وأمهات ثكالى وأطفالاً فقدوا الأمل في غد أفضل». كل هؤلاء قرروا مواجهة عنف الدولة بـ«عنف ثوري لا يسير وفق التوقعات» وسط رفض الخبراء والمعلقين الذين ما زالوا مقتنعين بأنّ «ثورة مصر كانت سلمية 100%». تميّز الشريط أيضاً باحتوائه على كل مشاهد قهر السلطة، فضلاً عن اعتداء قوات الأمن أو رجال مرسي أو الجيش على الشعب في قضية «جزيرة القرصاية». ويأتي الشريط ليؤكد أنّ الإعلام الشعبي الذي ترعاه هذه التعاونية منذ قيام الثورة، ما زال الأكثر قدرة على التأثير، بينما تغيب القنوات الفضائية تماماً، اللهم باستثناء مناسبات محدّدة. أضف إلى ذلك أنّ الضغوط على المحطات التلفزيونية تعوق عملية إنتاج هذا النوع من الفيديوهات التي تثبت أنّ الثورة مستمرة. رجال السلطة لا يريدون للشعب أن يتذكر أنّ هناك شهداء جدداً ونار ثورة مشتعلة حتى لو انطفأ وهج ميدان التحرير، لكنّ لا بد لهؤلاء أن يتذكّروا أنّ الناس لم ولن ينسوا!