في أواخر شهر آذار (مارس) من عام 1988 كانت هيئة تحرير صحيفة «لوس أنجلس تايمز» تحضّر لعدد خاص عن: كيف ستبدو الحياة في لوس أنجلس عام 2013؟ حينها، بدت 2013 بعيدة جداً. لذا، سألت الصحيفة مجموعة من المتخصصين في الشؤون الاجتماعية وبعض المهندسين المعماريين والأكاديميين وخبراء في التكنولوجيا والبيئة وصناعيين، وضعوا تصوراتهم لمدينتهم المستقبلية. كيف سيكون شكلها ونمط الحياة فيها وديموغرافيتها وطرق التعليم في مدارسها والابتكارات التكنولوجية وموديلات السيارات والمنازل بعد 25 عاماً؟ والنتيجة جاءت مذهلة! تبيّن أنّ معظم التصورات التي نشرت في ذلك العدد الخاص باتت حقيقة في واقع سكّان المدينة الحالي وفي العالم. نشرت «لوس أنجلس تايمز» منذ أيام عددها الخاص من عام 1988 (الصورة) تزامناً مع عرضه أمام طلاب فرع الهندسة في «جامعة كاليفورنيا الجنوبية». الأستاذ الجامعي، جيري لوكينور، كان قد احتفظ بنسخة من ذاك العدد الخاص وناقشه مع طلابه.
هؤلاء اكتشفوا مدى تطابق النظريات التي أطلقت وقتها مع واقعنا الحالي. موضوع ملف الـ«تايمز» الافتراضي كان يدور حول يوم كامل مع عائلة مفترضة من سكان لوس أنجلس. ومن بين التصورات التي اقترحها المقال حينها: نظام منزلي إلكتروني يقوم بتسخين المياه وتدفئة الغرف وتشغيل الفرن وماكينة صنع القهوة في وقت معيّن في الصباح الباكر، ويطبع أيضاً صفحات الجرائد التي يهتم أعضاء العائلة بقراءتها كلّ حسب ميوله. المنزل مجهّز أيضاً بتقنيات اتصالات متطورة مثل الهواتف المزوّدة بفيديو.
أحد المهندسين كان قد تنبّأ في العدد، بسيارات من دون سائق، تقود نفسها بنفسها، وهذا ما ابتكرته شركة «غوغل» وتقوم بتجارب فعلية عليه حالياً. المقال يذكر أيضاً أنّ كل السيارات في عام 2013 ستكون مزوّدة بأجهزة كومبيوتر تساعد في القيادة والركن.
وفي ما يتعلق بالمدارس، يشير مقال الثمانينيات إلى أنّ أجهزة الكومبيوتر ستحلّ محلّ طاولات المدرسة والكتب. والطلاب سيقومون بفروضهم المدرسية بواسطة أقراص إلكترونية محشوّة بالمعلومات تعرض على شاشات الكومبيوتر تماماً كما يشاهدون أفلاماً على التلفزيون. وبإمكانهم أيضاً الدخول إلكترونياً إلى مكتبة الكونغرس مثلاً وتصفّح كتبها «بكبسة زر»! «المعرفة ستعمّم فعلياً على الجميع»، يضيف المقال.
أما رجال الأعمال، فيستطيعون تفحّص طلبياتهم والتحكم بمواصفاتها آنياً عبر الاتصال إلكترونياً بالمصنّعين في الخارج. المقال يشير أيضاً إلى إمكانية العمل من المنزل لساعات عديدة في الصباح، قبل التوجه إلى المكتب. وعموماً، توقعت الـ«تايمز»، زيادة في زحمة السير وعدد السكان وارتفاع نسبة التلوث وانخفاض مستوى التصنيع. ومن بين الأمور التي لم تتحقق تماماً كما تنبّأ بها المقال، وجود «روبوت» يقوم بأعمال التنظيف والطبخ والغسيل، واختراع أجزاء متحرّكة من الطرقات تحمل السيارات من مكان إلى آخر... فهل نشهدها خلال الـ 25 عاماً المقبلة؟
(الأخبار)