كان | بداية أميركية طبعت فعاليات افتتاح الدورة 66 من «مهرجان كان السينمائي» أمس. إلى جانب ستيفن سبيلبرغ الذي حضر على البساط الأحمر رئيساً للجنة التحكيم، استقطبت الأضواء نجمة أميركية ارتبط اسمها بالعصر الذهبي لهوليوود. إنّها كيم نوفاك التي تعود إلى الكروازيت للمرة الأولى منذ 1959، يوم جاءت ضمن فريق فيلم «في منتصف الليل» لدلبرت مان. نوفاك تعود هذه السنة للمشاركة في فقرة احتفائية ضمن تظاهرة «كلاسيكيات كان»، حيث ستعرض نسخة مرمّمة رقمياً من رائعة ألفرد هيتشكوك «فيرتيجو» التي أدت نوفاك بطولتها. ويُرتقب أن تكون نجمة هوليوود الخمسينيات حاضرة في اختتام هذه الدورة، حيث ستتولى منح جائزة أفضل ممثل.
أما الحضور الأميركي الأبرز في البرنامج الافتتاحي هذا العام، فتمثل في فيلم «غاتسبي العظيم» (إخراج الأسترالي باز لورمان). ألهب فريق الفيلم جمهور الكروازيت رغم الجو الماطر، بفضل حضور كوكبة من النجوم، بدءاً بأبطال الفيلم الثلاثة: ليوناردو دي كابريو، وتوبي ماغواير وكيري موليغان، وصولاً إلى ثلاثة من أبرز صناع الموسيقى الأميركية المعاصرة من البوب إلى الجاز والراب، ممن اشتركوا في تأليف موسيقى الفيلم، وهم: بيونسيه، وزوجها Jay Z...
خلال العروض الصحافية الأولى أمس، لقي الفيلم حفاوة نقدية كبيرة. نجح المخرج باز لورمان في تكرار الخلطة السحرية التي سمحت له بأن يهدي الكروازيت عام 2001، إحدى انجح حفلات الافتتاح في تاريخ الحدث العالمي، حين قدّم فيلمه «مولان روج». خلطة تمثّلت في مزيج آسر من الجنون الفني الرقيق، و«الغلامور»، والروح الاحتفالية.
لا شك في أنّ لورمان وجد هنا مصدر إلهام لا يضاهى في ما يتعلق بالجنون والشطط الفني، حين تصدى في عمله الجديد لاقتباس رائعة سكوت فيتزجيرالد الروائية الأشهر بالعنوان نفسه (1925). سرعان ما تحوّلت الرواية إلى لسان حال «الجيل الأميركي الضائع» بين الحربين العالميتين، ما خوّل فيتزجيرالد لتصدر تيّار الكتاب الأميركيين الملعونين، متقدما على سائر أقرانه، أبرزهم صديقه اللدود إرنست همنغواي.
أحداث الرواية تدور على أنغام الجاز وفي عوالم مشبعة بالشجن والقلق الوجودي ومختلف أشكال الشطط الفني والفكري والحياتي. ولعل الجملة الأخيرة التي ينطق بها «غاتسبي العظيم» في ختام الراوية والفيلم، تلخّص روح التمرد التي اتسمت بها الثورة الشبابية لـ«الجيل الأميركي الضائع» التي كان فيتزجيرالد (ورفيقة دربه زلدا) وهمنغواي أبرز رموزه، وهي الجملة التي طلب فيتزجيرالد أن تُكتب على شاهد قبره: «كذلك نمضي، على متن مركب يجذف عكس التيار الذي يجرفنا في كل مرة إلى غياهب الماضي»!



يبدأ عرض «غاتسبي العظيم» اليوم في الصالات اللبنانية. للاستعلام: «أمبير»: 03/616600 ــ «غراند»: 01/209208