«الحرب» في طرابلس بدأت تأخذ أشكالاً أخرى، معتمدةً على مواقع التواصل الاجتماعي في أحيان كثيرة. مقطع فيديو من ثوان معدودة نشرته أمس صفحة «شبكة طرابلس الإخبارية» على فايسبوك ويظهر مسلّحاً يحاول تعليم طفلة كيفية استخدام السلاح الرشّاش. «مين بدّك تقوصي قولي لهم؟» طرح الرجل الثلاثيني السؤال على الفتاة أمام كاميرا هاتف محمول، فأجابت: «على الجبل» (في إشارة إلى منطقة جبل محسن)، قبل أن تطلق رصاصاتها بعيداً بمساعدة «مدرّبها» لأنّ جسدها النحيل لا يقوى على اتمام «المهمّة». مشاركة الأطفال في القتال ضمن أحداث «قصة ابريق الزيت» بين جبل محسن وباب التبانة ليست جديدة. سبق أن عُرضت تقارير مصوّرة على شاشات عدة حول هذا الموضوع، من بينها تحقيق للزميل رضوان مرتضى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على «الجديد».
ضمت التقارير مقابلات خاصة مع مقاتلين صغار يجاهرون بما يفعلون، لكن المختلف اليوم أنّ الطفلة ذات الابتسامة الخجولة والجسم الطري ما زالت لا تتقن أصول اللعبة! انخرط الأطفال في «لعبة» الكبار المقيتة، مستبدلين أقلامهم ولعبهم بأسلحة حقيقية، مقدّمين لنا صورة عما سيكونه جيل المستقبل.