تونس | ألقت الشرطة التونسية أمس القبض على ثلاث ناشطات من منظمة «فيمن» أمام المحكمة الابتدائية في تونس بعدما تعمدن تعرية صدورهن احتجاجاً على مواصلة إيقاف أمينة تيلر التي تمثّل المنظمة النسوية في تونس، علماً بأنّ إيقاف أمينة ذات الـ19 عاماً جاء على خلفية ما كتبته على جدران مقبرة في مدينة القيروان واعتزامها تعرية صدرها في تحدٍّ للسلفيين. وجاءت الناشطات الثلاث إلى العاصمة تونس، وتعمدن تعرية صدورهن، وقد تم إيقافهن بتهمة «التجاهر بما ينافي الحياء». هذه المبادرة الغريبة على الشارع التونسي مثّلت الحدث أمس في مناسبة محاكمة مجموعة من السلفيين في المحكمة الابتدائية في تونس.وكانت هذه القضية انطلقت في آذار (مارس) الماضي عندما نشرت أمينة صوراً تظهر فيها عارية الصدر، وهو ما سبب ردود فعل اجتماعية وعائلية أدانت ما قامت به. وبعد فترة من التخفي، عادت أمينة إلى الظهور إلى أن انتهى بها الأمر في السجن.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه «جمعية النساء الديمقراطيات» محاكمة أمينة ظالمة وتعدياً على الحريات وأوكلت مجموعة من المحامين للدفاع عنها، طالب والدها ووالدتها بمحاكمة عادلة لابنتهما، وأكّد والدها أنّه ملتزم بالدفاع عن ابنته حتى لو تعرّت تماماً، وأقرّ بأنّه يتحمل «مسؤولية فشله في تربية ابنته بسبب الإحباط»، ورأى أنّ «ابنته لا تختلف عن الشبان الذين اختاروا الهجرة السرية إلى أوروبا أو القتال في سوريا، وهما من نماذج الفشل الاجتماعي».
وبعد التطورات التي شهدتها محكمة تونس أمس، يبدو أن قضية أمينة مرشحة للتدويل. وقد تبنّت «جمعية النساء الديمقراطيات» رسمياً قضية الفتاة، فيما أعلنت الناشطتان الأكاديميتان ألفة يوسف ورجاء بن سلامة مساندتهما المطلقة لأمينة، خصوصاً أنها «لم تفعل شيئاً أكثر من الحضور في محيط مسجد عقبة بن نافع في القيروان مثل مئات المواطنين، وهذا ليس جريمة». وقد أكدت رئيسة «جمعية النساء الديمقراطيات» أحلام بالحاج لـ«الأخبار» أنّ الجمعية لن تتخلى عن أمينة، بل ستدافع عنها بكل الوسائل المتاحة. وكذلك فعلت الكثير من المنظمات الحقوقية الدولية التي أشارت إلى مخاطر تهدّد حرية التعبير والإبداع في تونس على خلفية مسودة الدستور.