القاهرة | لا تزال الساحة الثقافية المصرية تغلي احتجاجاً على بقاء علاء عبد العزيز في منصب وزير الثقافة، واتخاذه قرارات تقضي بإقالة معظم رؤساء الهيئات الثقافية، وإيقاف بعض الأنشطة أو دمجها. قرارات كان آخرها عدم التجديد لمتحف الآثار المصرية المعروضة في «الأكاديمية المصرية للفنون» في روما.
وبعد مرور المهلة التي منحها المثقفون لرئيس الوزراء هشام قنديل لإقالة وزير الثقافة من دون حدوث أي شيء، بدأ أمس عدد من أعضاء «الجبهة المصرية للدفاع عن الفنون والثقافة» اعتصاماً أمام مقر الوزارة في القاهرة، في خطوة تصعيدية جديدة ضد «أسلمة الثقافة المصرية». وشهدت الوقفة المناهضة لعبد العزيز العضو في «حزب التوحيد العربي»، مشاركة العديد من رموز الفن والفكر والإبداع، مثل الروائي بهاء طاهر، والرئيس السابق لـ«الهيئة العامة للكتاب» أحمد مجاهد، والفنانة إيناس عبد الدايم (أصدر عبد العزيز أخيراً قراراً بإقالتها من رئاسة «دار الأوبرا»)، ورئيس «أكاديمية الفنون» سامح مهران، فضلاً عن الممثل أحمد عبد العزيز، والروائي سعد القرش، والفنان رامي عصام. وإلى جانب هؤلاء، شارك في التحرك عدد من أعضاء الائتلافات الثقافية والفنية مثل «اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الإبداع»، و«فنانون من أجل التغيير»، و«الدستور الثقافي»، و«ائتلاف الثقافة المستقلة» وغيرها. موقف إدارة «اتحاد كتاب مصر» ما زال غامضاً من تولي عبد العزيز مهمّات الوزارة وقراراته الأخيرة، إذ التزم جميع أعضائه الصمت، باستثناء رئيسه محمد سلماوي، الذي شارك بصفته الشخصية في فعاليات وقفة احتجاجية على «العدوان الإخواني على الثقافة» الخميس الماضي.
من جانب آخر، لجأ الوزير علاء عبد العزيز المقّرب من الإسلاميين إلى الحيلة التقليدية، بتجميع عدد من موظفي وزارة الثقافة للتظاهر وإعلان تأييدهم لقراراته، مطالبين إيّاه باستكمال «تطهير الوزارة من الفاسدين»، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين المعارضين. وتدخل رجال الأمن لفض الاشتباك، كما أغلق الحرس الخاص بمقر الوزارة الشوارع المؤدية إلى المبنى، وأقام حاجزاً فاصلاً لعدم تكرار الاشتباك. وحاصر المتظاهرون مكتب الوزير إلى درجة دفعت القوى الأمنية إلى تهريبه عبر مرأب المبنى، كما رصد عدد من المتظاهرين قيام أفراد من داخل نوافذ وسطوح مقر الوزارة بتدوين أسماء المشاركين في الوقفة، ما عدّه البعض «عودة إلى النظام الأمني القديم»، هاتفين ضده «صور صور يا عصفورة.. إحنا الأصل وأنت الصورة». على خط مواز، لعل أبرز ما شغل الرأي العام هو الكلام الذي وجهه الفنان عادل إمام إلى وزير الثقافة، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «مصر الجديدة» على قناة «الحياة 2» أول من أمس. رسالة شديدة اللهجة توجّه بها «الزعيم» إلى الحكومة المصرية، قائلاً: «هاتوا لنا حد بيفهم في الثقافة»، مضيفاً «مين اللي جابه ده؟ نحن نفهم في الفن والثقافة أكثر منه». ودعا إمام وزير الثقافة إلى الابتعاد «عن الثقافة وسيبنا في حالنا، أو خذ القطار من الإسكندرية إلى أسوان وانزل القرى والنجوع والمدن وشوف إزاي الشعب المصري الفن مزروع فيه».