القاهرة - أتذكرون «بوجي وطمطم»، مسلسل «العرائس» (الدمى) الذي ولد من رحم الثقافة المصرية ووصلت شهرته إلى مختلف الدول العربية، وارتبط بوجدان الأطفال وسلوكياتهم لسنوات طويلة في ليالي شهر رمضان؟ عاد مسلسل العرائس الأشهر في المحروسة الذي بدأ بثّه عام 1984 (إخراج محمود رحمي وكتابة يسري خميس) إلى الشاشة، لكن بصيغة مختلفة هذه المرّة.
العودة كانت عبر قناة «مريد الجنة» الدينية التي يديرها أحد أنصار الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، وحذفت منه جميع الأغاني، كما أعيدت دبلجته بغير أصوات أبطاله ليوجه نصائح دينية للأطفال ويحثهم على الصلاة والصوم وغيرها من التقاليد والعادات الإسلامية.
رغم تغيّر ملامح المسلسل الذي بقي على شاشة التلفزيون المصري لمدة 19 عاماً متواصلة وتحوّله إلى برنامج ديني، إلا أنّ أحداً لم يلاحق القناة الإسلامية رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على إعادة بثّه بصيغته الجديدة.
هنا، لا بد من الإشارة إلى الأصوات الكثيرة التي طالبت بإعادة عرض المسلسل للأطفال بصيغته الأصلية خلال العطلة الصيفية عوضاً عن تلك المدبلجة إلى العربية وأفلام الكارتون المستوردة والكف عن تجاهله من قبل المحطات التلفزيونية المصرية.
الفنانة هالة فاخر التي اشتهرت بأدائها لصوت شخصية «طمطم» (رمز الكمال الانفعالي والأخلاقي) قالت لـ«الأخبار» إنّها تشعر بـ«الضيق من تغيير محتوى المسلسل من دون الرجوع إلى فريق العمل»، فضلاً عن تشويه صورة المسلسل لدى الأجيال الناشئة التي لم يتح لها مشاهدة أجزاء المسلسل السابقة. فيما أكدت فاخر أنّه يجب على التلفزيون المصري التحرك قضائياً ضد القناة الإسلامية بصفته منتج العمل، لكنّها قلّلت من إمكانية حدوث ذلك فعلاً «بسبب سيطرة الإسلاميين على الحكم، وفي ظل وجود وزير الإعلام الاخواني صلاح عبد المقصود». وأشارت بطلة فيلم «حين ميسرة» إلى أنّها ستبحث مع محاميها الخاص «إمكانية ملاحقتهم قضائياً في ظل قوانين حقوق الملكية الفكرية الموجودة بالفعل لكن لا يتم تفعيلها». إلى جانب هالة فاخر، شارك الفنان الراحل يونس شلبي في المسلسل بصوته من خلال «بوجي» (شخصية طيبة لكنه متسرّع)، إضافة إلى كل من إنعام سالوسة، ورأفت فهيم، وسيد عزمي، وماهر سليم وغيرهم. يذكر أنّ النسخة التي قدمتها إيمي سمير غانم ومحمد شاهين من المسلسل عام 2009 وحملت عنوان «بوجى وطمطم والكنز المفقود» لم تحقق النجاح المرجو، إذ فشلت في جذب الجمهور ولم يعاد بثّها على المحطات الفضائية رغم الميزانية الضخمة التي رصدت لها.