«إلى جولان حاجي»

في لوحةِ الإعلان، قبالةَ مقهى رويّال مباشرةً،
صورةٌ لجدارٍ أبيض
ونافذةٍ خشبيةٍ عتيقةْ
مفتوحةٍ على هواءٍ وشمسْ.
و...لا أحد. أبداً لا أحدْ.

في كلّ مرة، أنظرُ وأقولُ مُواسِياً نفسي:
بعد قليلٍ تُطلُّ من النافذةْ..
المرأةُ التي لا تَظهرُ في الصورةْ
بعدَ قليلٍ تُطلُّ من النافذةْ.

أنظرُ، وأُواصلُ النظرَ، وأقول:
بعد قليلٍ يظهرون..
الأولادُ الذين لا يُرَون في الصورةْ
بعد قليلٍ يظهرون.

أنظرُ وأنظُرُ وأُطيلُ النظر.
لا شيءَ يتغيّرُ
سوى أنني
بين الحين والآخر
أتخيّلُ أنّ الريحَ حرّكَت المصراع
وأنّ أحداً يصرخُ من الداخل:
الهواءُ بارد. أرجوكم، أغلِقوا النافذة!
.. .. .. ..
مضى الربيعُ كلّهُ، والانتظارُ كلّهُ، والأحلامُ كلّها
ولم يظهر أحد.
أيكون البيتُ مهجوراً ؟
أم أنّ المرأةَ (العانسَ التي لا أولادَ لديها)
يئستْ من الانتظار
وغادرتْ إلى بلادٍ أخرى؟
31/3/2011


رُواةُ السيرة



أنتم الذين تَتَشَمّسون في الحديقةِ الخلفيةِ لإيوانِ الربّ
تُدَخّنون السلامَ والضجرْ
وتُرَمّمون سِيَرَ الحياةِ الناقصةْ..
كيف لكم أنْ تُقَدّروا آلامَ مَن يجلسون في الداخل
مضمومين على هواءِ أنفسِهم كديدانِ الأرض
يطحنون دموعَهم بأسنانهم
ويُشعلون الشموع
لجثامينِ أنفسهم
النائمةِ داخلَ التوابيت!
31/3/2011