قبل أيام، كانت باريس على موعد فريد من نوعه يوازي احتفال توزيع جوائز الـ«سيزار» في السينما. لكنّ الجائزة هذه المرة عبارة عن قشرة موز ذهبية، والأبطال ليسوا سينمائيين بل مجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية... العنصرية! إنّه مهرجان Y’a bon Awards الذي أقامت جمعية Les Indivisibles دورته الرابعة في قاعة «كاباريه سوفاج» في العاصمة الفرنسية. منذ أربع سنوات، انطلق هذا المهرجان السنوي الذي يكافئ التصريحات الأكثر عنصريةً في العام بقشرة موز! فكرة هذه الجمعية المناهضة للعنصرية التي انطلقت عام 2007، تتعدّى هدف الطرافة إلى محاربة «زلات» رجال السياسة والإعلام بحسّ فكاهة. مرةً جديدة، كان المهرجان مناسبة لانتقاد العديد من الصحافيين، والسياسيين، والمفكرين والمثقفين الذي أطلقوا خلال عام 2012 تصريحات عنصرية. تألّف المهرجان من لجنة تحكيم يشغلها صحافيون (دوني روبير، الصحافي الفرنسي من اصل جزائري نذير دندون)، ومفكّرون (باسكال بونيفاس)، وموسيقيون (د ي دجاي كات كيلر)، ورجال ونساء ناشطون في محاربة العنصرية. كان لافتاً هذه السنة أنّ كل الذين حازوا جوائز المهرجان، كان قد أطلقوا تصريحات ضد الإسلام. طبعاً، لن يأتي هؤلاء لتسلّم جوائزهم، مع أنّ كريستوف باربييه الذي نال جائزة خلال الدورات السابقة كان حاضراً! رغم صفير الجمهور وتنديده، إلا أنّ مدير جريدة «ليكسبريس» حضر لتسلّم موزته الذهبية لعام 2010 و2012 بسبب تصريحات عنصرية عدة أطلقها من بينها «قضية الهمبرغر الحلال». أما جوائز هذه الدورة، فقد نالتها عن فئة «الوطنية السوبر»، الممثلة الفرنسية فيرونيك جوني. في 17 أيلول (سبتمبر) 2012، صرّحت جوني في برنامج جان مارك مورانديني على قناة NRJ12 بأنّه «قلتُ بأنّني أجد الإسلام خطراً على ديموقراطيتنا، وهو يبرهن لنا ذلك كل يوم. الكل صاح في وجه بأنّني أعاني رهاب الإسلام. إذاً، الليلة، أعلن بأنّني أعاني الإسلاموفوبيا مثل الكثير من الفرنسيين». أما جائزة «عد إلى أمّك»، فكانت من نصيب فرانك تانغي. المذيع والمستشار في الاستثمار المالي صرّح في 11 كانون الأول (ديسمبر) 2012 بأنّه «صراحة، حين أرى ملتحياً يرتدي جلابية يقطع الطريق عند شارتي الحمراء، أشعر بأنّني أريد الانطلاق وزيادة سرعة سيارتي».
فيما نال السياسي جان فرنسوا كوبيه جائزة «الأراضي الضائعة للجمهورية» بعد تصريحه في 5 تشرين الأول (2012) بأنّ «الطراطير» لا يريدوننا أن نأكل في رمضان». جوائز عدة أخرى وزّعها المهرجان لكنّ الغالب هذه السنة كانت تلك التصريحات الاسلاموفوبية بامتياز!