القاهرة | خلال حلقة «البرنامج» (سي.بي.سي مصر ــ 22:30) لباسم يوسف الأخيرة، كُشف عن جاسوس خطير تمكّن فريق البرنامج من ضبطه. قبل ظهور باسم يوسف، قلّة من المصريين كانت تعرف جون ستيوارت (1962)، لكن بعد النجاح الكبير الذي حققه الجرّاح المصري الذي تحوّل إلى ظاهرة إعلامية، عرف أولاد المحروسة أنّ ستيوارت هو ملهم يوسف الذي بات يُلقَّب بـ«جون ستيوارت العرب». وبما أنّ للكوميدي الأميركي الكثير من الفضل على نجاح تجربة باسم يوسف، كان لا بد للمصريين أن يستقبلوا ضيفهم بحفاوة.
ستيوارت الذي يزور دولاً عدة في منطقة الشرق الأوسط، دخل إلى «مسرح راديو» (مكان التصوير) في القاهرة ورأسه مغطى بكيس أسود خلال الفقرة الثالثة من حلقة «البرنامج» يوم الجمعة الماضي. قال باسم يوسف إن فريقه نجح «في القبض على جاسوس»، ليكشف بعدها عن وجه مقدّم برنامج The Daily Show الذي أرخى لحيته قليلاً ليؤكد ــ ساخراً ــ انضمامه إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، وأعلن أنّه «سيعيّن هو أيضاً محافظاً للأقصر»، في إشارة إلى الأزمة الشهيرة التي نشأت على خلفية تعيين المحافظ الجديد للمدينة الأثرية العريقة عادل أسعد الخياط (الأخبار 20/6/2013). الحوار بين يوسف وستيوارت سار في اتجاهات عدة، أبرزها تعليقه على المضايقات التي يتعرّض لها الإعلامي المصري من قبل السلطات بسبب برنامجه. ولفت ستيوارت إلى أنّه يعمل في مجتمع «راسخ منذ عقود، حيث السخرية لا تسبب المتاعب لصاحبها»، مضيفاً أنّ النظام الذي «يخاف من النكتة ليس نظاماً بالأساس»، وتابع قائلاً: «الدعابة لا تركب دراجة بخارية وتضرب الناس بالهراوات، ولا تطلق قنابل مسيلة للدموع. إنّه مجرد كلام». انتقادات ستيوارت الساخرة طاولت حياة المصريين اليومية؛ إذ تطرّق إلى زحمة القاهرة، متسائلاً عن سبب عدم لجوء البلد ذي «الحضارة العريقة لإشارات المرور لتنظيم حركة السير»، فردّ عليه يوسف ساخراً: «إنّ الهدف من الزحمة هو منع احتلال مصر، فجنود المارينز إن وصلوا إلى القاهرة لن يضعوا قدماً فيها بفضل الزحمة»، فيما انطلق جدل كبير حول عبارة جون ستيوارت التي قال فيها إنّ «الأميركيين احتاجوا إلى 100 عام لخلع رئيس، بينما المصريون قرروا ذلك بعد عام واحد، وهذا مثير للإعجاب». البعض رأى أنّ ستيوارت يرحّب بتحركات المصريين يوم 30 حزيران (يونيو) لإجبار الرئيس محمد مرسي على الدعوة إلى انتخابات مبكرة، في الوقت الذي رأى فيه آخرون أنّ ستيوارت ينتقد سوء استغلال المصريين للديموقراطية وعدم تحمّلهم تبعات التغيير عبر صناديق الاقتراع. كان لافتاً استخدام ستيوارت لكلمات عربية حفظها بصعوبة مثل «شكراً شكراً، خلاص خلاص، اقعدوا أنا راجل بسيط»، لتختتم الحلقة باستيلاء الإعلامي الأميركي الشهير على مقعد باسم يوسف بعدما قرّر تقديم البرنامج بدلاً منه! يذكر أن مصادر من فريق إعداد «البرنامج» ذكرت في تصريحات صحافية أنّ ظهور ستيوارت في البرنامج جاء بدعوة شخصية من يوسف، بعدما حلّ الأخير ضيفاً على برنامج ستيوارت إثر اختياره ضمن أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم من قبل مجلة الـ«تايم» الأميركية.