لم يُصدّق أحد أن فضل شاكر (1969) صاحب الصوت الرومانسي والدافئ تحوّل إلى قاتل في العلن. بات من المؤكّد أن الفنان الذي برع في أغان مثل «بيّاع القلوب» و«وافترقنا» و«روح» و«آه يا إبن الجنيّة» و«حياة الروح» و«تعا يا حبيبي»، قد أصبح وقحاً إلى درجة لا تُحتمل. الفنان المعتزل «الحاج فضل» كما يحبّ أن يُطلق عليه، اليوم مجرم وهارب من وجه العدالة اللبنانية، ومطلوب بمذكرة بحث وتحرٍّ أصدرت بحقّه وبحق شيخه أحمد الأسير، وسيحرمنا من طلّته البهية على الشاشات التي فتحت له هواءها لإطلاق تصريحاته الطائفية. لكن، ما ظهر أوّل من أمس كان مختلفاً! خلال الاشتباكات العنيفة التي عاشتها مدينة صيدا (جنوب ــ لبنان) بين عصابة الأسير والجيش اللبناني، وجد شاكر مكاناً آخر ليلقي منه التحية علينا. أطلّ علينا «أبو محمد» من نافذة يوتيوب عبر فيديو شكّل قنبلة بكل ما للكلمة من معنى. هو شهادة علنية على جريمة ارتكبها «الحاج فضل»، إذ اعترف الأخير مفاخراً بالصوت والصورة بقتل شخصين واصفاً إيّاهما بالـ«فطيستين»، وبإصابة 16 آخرين، آملاً سفك المزيد من دماء «الخنازير». وإلى جانب ابن عائلة شمندر (قبل تغيير كنيته) ظهر مسلحون، أعلن أحدهم أنّه قدم إلى صيدا من طرابلس، متوعداً بالانتقام من كل من يؤذي شيخ الدرّاجة الهوائية وتلميذه النجيب! اعتقد البعض أنّ المقطع المصوّر (دقيقة ونصف) سُجّل في خضم المعارك الطاحنة التي دارت في عاصمة الجنوب أول من أمس، ووقعت بعض وسائل الإعلام في فخّ هذه المعلومة الخاطئة. وفيما سأل بعض مقدمي البرامج الحوارية ضيوفهم عن رأيهم بهذا الشريط، رجّح البعض أن يكون الفيديو قد صوّر خلال «البروفا» التي سبقت المعارك الأخيرة ــ في 16 حزيران (يونيو) ــ يوم اندلعت الاشتباكات بين أنصار الأسير وأنصار «حزب الله». لم يتنبه أحد إلى التاريخ الذي صوّر فيه الفيديو الجديد، والأهم أنّه تصدّر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يبدأ الهجوم على الفنان المعتزل. بعضهم وصف شاكر بأبشع العبارات، فيما أجمع مشاهدو الفيديو على أنّهم لم يصدّقوا الحالة التي وصل إليها فضل والتي تنبئ بمزيد من الإجرام. وفضّلت فئة كبيرة عدم تحميل الفيديو على صفحاتها الخاصة، احتراماً لشهداء الجيش اللبناني الذين لم تبرد دماؤهم بعد.
أحدث الفيديو ضجّة لا مثيل لها، وربما كانت الأقوى منذ خبر اعتزال فضل الغناء قبل عام تقريباً. في المقابل، نشرت على الصفحات الافتراضية صورة مركّبة تجمع فضل والفنان المعتزل ربيع الخولي، يحمل الأوّل فيها سلاحاً مع ابتسامة عريضة فيما الخولي يؤدّي صلاته بكل هدوء وطمأنينة. وطالبت التعليقات بأنّ «يتعلّم شاكر القليل من تجربة زميله المعتزل الذي انتقل بكل هدوء من الساحة الفنيّة وتفرّغ للعمل اللاهوتي، مبتعداً عن الإعلام من دون حمل السلاح، ومحافظاً على اسمه ناصع البياض».