بعدما قدمت فرقة «الألِف» في كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢ أوّل حفلة لها في العالم العربي في «مترو المدينة» في بيروت، تعود الليلة لتقدّم حفلة ثانية في المكان نفسه. بدأت الفرقة جولة عربية أخيراً، كانت محطتها الأولى في القاهرة في «مركز درب ١٧١٨ للثقافة والفنون المعاصرة»، ثم تلتها حفلة ضمن «مهرجان موسيقى والسلام» (قرطاج ــ تونس)، قبل أن تحط في العاصمة اللبنانية لتقدّم الليلة أمسيتها قبل أن تنهي الرحلة في عمان في «مسرح البلد» (٣ تموز/ يوليو).
إنطلق مشروع الفرقة مع دعوة عازف العود والمؤلّف الموسيقي العراقي خيّام اللامي لكل من المغني والعازف والمؤلّف الفلسطيني تامر أبو غزالة، وعازف الموسيقى الإلكترونيّة المصري موريس لوقا لإنشائها، ليضم إليهما لاحقاً من لبنان عازف الإيقاع خالد ياسين وعازف الباص بشار فران.
ظهرت الفرقة للمرة الأولى في الصيف الماضي خلال جولة بريطانية تضمنت حفلة في قاعة الأوركسترا الفيلهارمونية في مدينة ليفربول كجزء من «مهرجان ليفربول للفنون العربية»، إضافة إلى حفلة في «مهرجان هاروغايت الدولي»، وأخرى خاصة في «غاليري أيكون» في مدينة برمنغهام، وحفلة في حدائق باترسي في العاصمة في إطار مهرجان BT River of Music (أحد المهرجانات التي رافقت «أولمبياد لندن 2012»).
موسيقياً، نجحت «الألف» في خلق مساحة يتشارك فيها أعضاؤها في صبّ تجاربهم في مختبر فني واحد، والعمل معاً مع أصوات فنية جديدة لم يألفوها من قبل. خلال التمارين، تنطلق الارتجالات الحرّة من العود والبزق والإيقاع والباص التي يتسلمها لوقا ويعيد ضخها إلكترونياً للفرقة، فيتنامى الحوار الموسيقي. ورويداً، تتشكّل الأصوات، وتتناغم، لتتألف الجمل الموسيقية. أما الكلام، فيأتي متأخراً، بعد تخمّر المضمون الموسيقي لكل مقطوعة. وغالباً ما يجري اختيار الكلمات من قصائد عربية، بحسب ما توحي به الموسيقى المولودة حديثاً، لتصبح بمَغْناها آلة تضاف إلى المقطوعة الموسيقية. هكذا أحضر كل فنان في الفرقة آلته وانضم إلى زملائه ذوي التجارب المختلفة، ليحاورهم موسيقياً، وليكون شريكاً في مختبر تجريبيّ لأصوات وتقنيات فنية مختلفة، قبل أن تتجسد فرادة الفرقة في تنوّع المدارس والخلفيات الموسيقية والثقافية لأعضائها. تجربة هؤلاء الموسيقيين قبل تأسيس الفرقة خلقت لكل منهم خلفية غنيّة وجاهزة للتوظيف في قالب جماعي جديد. في رصيد «الألف» سبع أغنيات لم تصدر في ألبوم: من قصائد سركون بولص «هولاكو»، و«الجثة»، و«حَصاة»، و«سقط الرجل»، إلى اشعار محمود درويش («انتظرها» و«هنالك موتى»)، فضلاً عن «اعتراف» لفيحاء عبد الهادي، ومقطوعة موسيقية هي «نشاب سيكاه». خلق موسيقي لا يمكن حصره بنوع أو مدرسة ما، بل هو مزيج من الشرقي، والروك، والإلكترونيات، مع نصوص عربية فصحى، لتتشكل هوية موسيقية خاصة بالفرقة وواعدة ننتظرها الليلة في «مترو المدينة».



فرقة «الألف»: اليوم 21:00 ــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت) ــ للاستعلام: 76/309363
http://www.alifensemble.com