اكتسح المرشّح الجمهوري للرئاسية الأميركية دونالد ترامب الثلاثاء الماضي منافسيه بفوزه بولايات جنوبية وشمالية شرقية. نتائج «الثلاثاء الكبير» عزّزت فرصة الملياردير المثير للجدل في الحصول على ترشيح حزبه للسباق نحو البيت الأبيض في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. رغم كلّ الانتقادات والسخرية التي ترافق ترامب منذ إعلان ترشّحه للسباق الرئاسي على خلفية تصريحاته العنصرية و«حماقاته» المختلفة، يبدو أنّ هناك عدداً لا يستهان به من الأميركيين الذين يرون فيه نموذجاً جيّداً للرجل الذي سيخلف باراك أوباما.
هكذا، يمكن القول إنّ الصورة النهائية للمنافسة قد اتضحت: مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون في مواجهة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. هذه المسألة لم تُذعر الديموقراطيين فقط، بل استنفر مسؤولو الحزب الجمهوري وكباره والمانحون وسارعوا إلى وضع خطط جديدة لمواجهة مرشحهم «الأوفر حظاً» (الأخبار 4/3/2016).
هذا الاستنفار انسحب أيضاً على النجوم. النجم الهوليودي جورج كلوني والفنانة الشابة مايلي سايروس هما أحدث المعبّرين عن امتعاضهم من النتائج التي حققها ترامب.
«إنّه مجرّد انتهازي. الآن هو فاشي؛ فاشي يعاني من رهاب الأجانب». بهذا الوضوح، وصف كولني ترامب في مقابلة أجراها معه في برلين الصحافي في الـ«غارديان» البريطانية آندرو بولفر. لكن بطل الفيلم الكوميدي الجديد «يعيش القيصر» (2016 ــ إخراج الأخوان كوين) ليس غارقاً في اليأس. يكرّر مقولة شهيرة منسوبة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل: «يمكن الاعتماد على الأميركيين لفعل الصواب بعد استنفادهم كلّ الاحتمالات».
بالوضوح نفسه، تحدّثت مايلي سايروس عن مشاعرها بعد إعلان نتائج «الثلاثاء الكبير» عبر مجموعة من الصور والبوستات المتعاقبة التي نشرتها على حسابها على إنستغرام. كعادتها، قالت صاحبة أغنية Wrecking Ball ما يجول في خاطرها ببساطة وصراحة. نشرت صورة للمرشّح الرئاسي وهو يكتب على ورقة، مرفقة بتعليق «دونالد ترامب كابوس». الصورة التالية كانت لرسم بياني يظهر تقدّم ترامب على منافسَيه الجمهوريَّين ماركو روبيو وتد كروز. تحت هذه الصورة، أكدت سايروس أنّه في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض أمامها حلّان: «إما التقيّؤ أو مغادرة البلاد».
في اليوم التالي، خرجت بطلة مسلسل «هانا مونتانا» على متابعيها بصورة تجمع لقطات عدّة: صورة لها وهي تبكي، وأخرى للصيّادة الأميركية ريبيكا فرانسيس، وثالثة تجمع فرانسيس بترامب. أعلنت الفنانة البالغة 23 عاماً حزنها وخوفها على البلاد، لا على مستقبل الحيوانات فحسب. وهي المعروفة بدفاعها الشرس عن حقوقها وتقود حملات ضخمة لحمايتها. بعدها، شددت سايروس على ما سبق وقالته: «سأغادر إذا صار هذا الرجل رئيساً. وأنا لا أقول أشياء لا أفعلها». ولمن لا يعرف، فرانسيس شخصية مكروهة في الولايات المتحدة، فهي «صائدة جوائز» (trophy hunter) أي أنّها تختار حيوانات بريّة معينة وتصطادها، قبل أن تحتفظ بجزء من جسدها. وقد واجهت هذه المرأة هجوماً عنيفاً من قبل الرأي العام الأميركي، وخصوصاً بعدما سلّط الكوميدي البريطاني ريكي غيرفيه الضوء على جرائمها البيئية. في هذا السياق، من المفيد التذكير بأنّه بعد «الثلاثاء الكبير»، أصبحت عبارة «كيف يمكنني الانتقال إلى كندا» الأكثر بحثاً على غوغل في الولايات المتحدة.
في مقابلة مع النسخة البريطانية من مجلة «إيل»، أملت مايلي وصول امرأة إلى البيت الأبيض: «إذا حصلنا على رئيسة بعد رئيس أسود، نكون قد أصبحنا أخيراً أرض الحرية. المسألة ستُلهم الكثير من النساء».
شخصيات معروفة كثيرة أخرى سبق أن أعلنت معارضتها لفوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، بينها الكوميدية روزي أودونيل، والممثلة الشابة رايفن سيمون، والممثلة ومقدمة البرنامج ووبي غولدبرغ، ونجما التمثيل تشارلي شين وصامويل أل. جاسكون...