لا يمكنُ العينَ أن تقاوم المخرز، لكن بإمكان الفن أن يقف في وجه الطغاة ويجابه الديكتاتوريات ويحرك الرأي العام. لهذا السبب، دعا أصدقاء الفنان السوري المعتقل يوسف عبدلكي إلى وقفة تضامنية في «غاليري أجيال» (الحمرا) أمس بهدف الدعوة إلى إطلاق سراحه من السجون السورية. التشكيلي المعروف الذي قرّر البقاء في سوريا، رغم الأزمة التي تعصف بها، دفع ثمن بقائه. فأجهزة الأمن لها أسلوبها الذي طبّقته على عبدلكي ورفيقيه في «هيئة التنسيق» وحزب العمل: عدنان الدبس وتوفيق عمران (الأخبار 20/7/2013). لكن أصدقاء الفنان وزملاءه السوريين واللبنانيين كان لهم أسلوبهم المختلف تماماً الذي تمثّل في أرقى درجات السلميّة والإنسانيّة. في معرض حوى لوحات يوسف عبدلكي في «أجيال»، وقف العشرات من أصدقائه وزملائه، من بينهم الرسام والنحات فادي يازجي، وبعض الصحافيين السوريين واللبنانيين والأجانب بدعوة من صاحب الغاليري صالح بركات والفنان أيمن بعلبكي. توجه هؤلاء ليقولوا كلمتهم الواضحة «الحرية ليوسف عبدلكي». لكن منذ اللحظات الأولى، أضفت زوجة يوسف عبدلكي المخرجة هالة العبدالله جواً من التوتر على الوقفة التضامنية عندما رفضت الإدلاء بتصريح لقناة «الميادين»، بحجة «أنّه لا ضمانات كي يبقى كلامها كما هو» ولم ينفع معها تذكير فريق المحطة الإخبارية بأنهم جاؤوا للتضامن، ولا يجوز التعامل معهم بهذه الطريقة. هكذا، انتهت الدقائق المشحونة بلمّ فريق المحطة عدة التصوير والرحيل.
في حديثها الخاطف مع «الأخبار»، لفتت المخرجة السورية هالة العبدالله إلى أنّ «أهمية الوقفة تأتي من مكانها في «أجيال»، حيث تعرض لوحات عبدلكي. إذ كانت مشروع تخرجه من الجامعة وهي ثلاث لوحات تحمل عنوان «مجازر أيلول»». وتجسّد بعضاً من دموية ما عرف بأيلول الأسود عام 1970 يوم قوبلت الفصائل الفلسطينية ببطش الجيش الأردني. وقد فقدت هذه اللوحات لفترة طويلة، قبل أن تتم استعادتها منذ فترة وجيزة. وتضيف العبدالله إنّ «صاحب محل براويز عثر على اللوحات، فاتصل ليخبر بما حصل معه». على طرف مقابل، يفصح التشكيلي أيمن بعلبكي في حديثه مع «الأخبار» أنّه استعجل هذه الوقفة الارتجالية لأنه على وشك السفر، لافتاً إلى أنّ هذه الخطوة ستدشّن سلسلة أنشطة تهدف إلى المطالبة بالحرية للتشكيلي المعروف ورفاقه في المعتقلات السورية.