مِن تحتِ قناعِ بغضائِكَ, قناعِ الجلّاد, تبتسمُ لي.
تبتسم طوال الوقت (طوال الأوقاتِ والأزمنة).
تبتسم أسنانُكَ، وأظافركَ، ولُعابكَ، وأصابعُ قدميك.
تبتسم كلّكَ... إلّا قليلاً.
تبتسمُ وتُبالغ في الابتسام (قوَّتُك تبتسم، وخوفي يلهث).
فإذنْ، يا شقيقي! فإذنْ، يا مالكَ مصيري:
كيف يمكنني أن أشرح لك، بدون أن تُكَـذِّبني،
أنّ أكثر ما يخيفني في ابتسامتك هي معرفتي الأكيدة (معرفتي المفتقرة دائماً إلى البرهان) أنكَ أنتَ «أنتَ» مَن سيكون قاتلي... حتى قبل أن يصيح الديك.
8/3/2015

خوفُ الجثمان



الإنسان مُتسوِّلٌ بالفطرة (متسوّلٌ بالضرورة):
متسوّلٌ دنيءٌ وأحمق. أقصى ما يحلمه أنْ يصيرَ مغتصِباً، أو سارقاً، أو جامعَ نفاياتِ موتى.
ربما لهذا (بل ليس إلا لأجلِ هذا) اخترع الإنسانُ العتيقُ آلهتَهُ الأولى؛ لا لإغاثتِه، بل لتجعله أكثرَ تعاسةً وخوفاً، وبالتالي أكثر طغياناً وتَوَحّشاً.
«علامَ أخاف؟»، يقولُ الشحاذُ العاقل.
علامَ أخاف إذا كنتُ أعرف أنّ حياتي لن تكون أكثرَ أو أقلّ مِن "حياتي"؟ وأنّ مستقبلي مرسومٌ منذ الآن تحت جِلدِ جثماني؟..
«علامَ أخاف؟»
يقولها... ويواصلُ الخوف.
8/3/2015