منذ أن استلم أندريه الحاج إدارة «الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق ــ عربية» في العام 2011، أدرج في برنامجها فكرة إلقاء التحيات لشخصيات طبعت الموسيقى العربية. في هذا الإطار، تقدّم الأوركسترا بقيادة الحاج أمسية تحية إلى أحمد قعبور، بمشاركة «كورال خالد بن الوليد» مساء اليوم على مسرح «قصر الأونيسكو».
يصرّ الحاج على أن الحفلة هي تحية وليست تكريماً. فالشخصيات الموسيقية التي سبق أن شكّلت نقطة ارتكاز حفلات الأوركسترا السابقة كرّمت نفسها بنفسها كما يحب أن يؤكد. برمجة التحيات هذه تندرج إذاً ضمن سياسة انفتاح الأوركسترا على الجميع. لذا انطلقت أولى تلك الأمسيات العام 2011 بتحية الى الفنان الراحل وديع الصافي، ثمّ كرّت السبحة وتبعتها حفلات كثيرة مماثلة، خُصصت للياس الرحباني، وإيلي شويري، ونصري شمس الدين، وفريد الاطرش، وإحسان منذر وغيرهم، وقد طال الانفتاح أيضاً مطربات كأميمة خليل وسمية بعلبكي.
اعتبر الحاج أن الناس يحبون السماع الى الكلمة أكثر من الموسيقى الآلية. لذا، كانت الأوركسترا تعاني في السابق، فحاول تقريبها من الناس، بإدراج ريبرتوار موسيقيين معروفين، مستخدماً الأغنيات الجميلة لجذب الناس، وجعلهم يصغون الى موسيقى آلية كذلك. من هنا، حاول أن يخرج الأوركسترا مما سمّاه «قوقعة»، ليفتحها على كل الإمكانات التي تعرضها الموسيقى العربية، محافظاً بالطبع على المستوى المطلوب في ما يتعلق بجودة البرامج المختارة.
يتألف البرنامج من «بيروت يا بيروت» و«أناديكم» و«صبح الصباح»

قبل نحو ستة أشهر، جرى الاتصال بين أحمد قعبور والحاج. الأخير يعتبر المؤلف اللبناني موسيقياً ومؤلفاً حقيقياً، يشبه الناس و«يستاهل تحية». أخبره عن نيته بتنظيم حفلة تشكّل تحية له ولأعماله الفنية، فبدأ التعاون على إعداد برنامج. سرعان ما رحّب قعبور بالفكرة، وأعدّ البرنامج بنفسه. الحاج كان حريصاً على تكوين لائحة تضمّ أغنيات عن «الأرض والطفل» كما يقول، فتحدد البرنامج بعد عدد من الجلسات.
هنا أيضاً، أصرّ الحاج على إعطاء الأولوية للموسيقى التي يريدها أن تكون مدرجة في البرنامج قبل أي شيء. المايسترو لا تهمه الأغنيات، بقدر ما يهمه أن تؤدي الأوركسترا الموسيقى، فهذه هي الفكرة الأساسية من المشروع الأصلي. لذا، نجد ضمن الأمسية عملين موسيقيين تعزفهما الأوركسترا وحدها من دون غناء الكورال، وسيؤدي الموسيقيون على المسرح مقطوعتي «الليل المفتوح» وموسيقى «تفاريح». من جهة أخرى، استدعى إعداد البرنامج الكثير من العمل التوزيعي، الذي وقّعه كل من هاني سبليني، ومازن سبليني، بالإضافة الى وليد بو سرحال. كما وزّع الحاج أيضاً إحدى القطع. من الأغنية الوطنية الملتزمة الى محاولة إحياء التراث الشعبي البيروتي، مسيرة أحمد قعبور غنية بالأعمال التي أضفت جودتها على الموسيقى اللبنانية. من هذا الريبرتوار المتنوع، ستؤدي الأوركسترا الليلة عدداً من الاعمال أبرزها «بيروت يا بيروت» و«أناديكم» و«صبح الصباح» وغيرها من الأغاني، إضافة إلى أغنية للفنان عمر الزعني الذي قدّم له قعبور استعادات سابقاً.
من ناحية أخرى، سيرتكز الجزء الأكبر من الأمسية إلى الأداء الغنائي للكورال، وتحديداً إلى جوقة خالد بن الوليد. أصرّ الحاج على أن تؤدي جوقة المقطوعات غناءً، وليس قعبور بنفسه أو مغنياً منفرداً. في الواقع، أسس هذه الجوقة الشاب طارق قاطرجي، وهو أحد أعضاء الأوركسترا الوطنية الشرقية (يعزف على آلة الفلوت). الجوقة نفسها هي التي قدّمت أغنيات في أمسية فريد الأطرش العام 2012، كما في الحفلة المخصصة لمؤلفات الياس الرحباني. يشرح الحاج أنّ الجوقة شبابية مؤلفة من مغنين متحمسين ومفعمين بالحياة، يبلغ عددهم الـ40 شخصاً، مؤكداً: «نبض الجوقة جميل والعمل الذي جرى معها أيضاً ممتع، خصوصاً في ما يتعلق التوزيع».

تحية إلى أحمد قعبور: 20:00 مساء اليوم ــ «قصر الأونيسكو» ــ 01/772882