على مشارف نهاية 2013، كثيرة هي الأسماء التي غادرتنا، وكان آخرها (ربما) الممثل الإيرلندي بيتر أوتول (1932 ــ الصورة). أوّل من أمس، أكد وكيل أعماله ستيف كينيس، أنّ أوتول توفي في أحد مستشفيات لندن «بطريقة طبيعية»، علماً أنّه كان قد شفي من سرطان المعدة في سبعينيات القرن الماضي، كما عانى لسنوات طويلة من الإدمان على الكحول والتدخين. معظم الصحف العالمية الصادرة أمس نشرت صوراً لأوتول، محتفيةً بأحد أشهر الأدوار التي قدّمها: لورنس العرب. صحيح أنّ النجم بلغ أوج أوجه في هذا الدور الذي جسده في ملحمة السينمائي الانكليزي ديفيد لين، إلا أنّه قدّم أدواراً أخرى لا يمكن تجاهلها. في إطار تقديرها للممثل الراحل، انشغلت الصحف البريطانية أمس بنشر مواد متنوّعة عنه. فيما تحدثت الـ«غارديان» عن رفاقه الذين شاركوه حب الحكول، استعرضت الـ «تلغراف» عشر قصص مميّزة من حياته أبرزها تلك التي تمحورت حول علاقته بالنجم المصري عمر الشريف الذي شاركه بطولة فيلم «لورنس العرب» (1962). بعيد لقائه بالشريف، رفض أوتول التصديق بأنّ اسم شريكه المصري هو عمر الشريف، قائلاً: «عمر الشريف! لا أحد في العالم اسمه عمر الشريف. يجب أن يكون اسمك فريداً». ومنذ ذلك الحين أصبح أوتول ينادي النجم المصري «فريد القاهرة».

خلال حياته المهنية، رُشّح بيتر أوتول 8 مرات للفوز بجوائز أوسكار عن أدوار في أفلام عدة مثل «كاليغولا» (1979)، و«الإمبراطور الأخير» (1987) إلا أنّه لم يفز في أي منها، الأمر الذي دفع الكاتب في «تلغراف» تيم روبي إلى وصفه أمس بأنّه «أسوأ الممثلين حظاً في التاريخ». رغم ذلك، حصل أوتول على أوسكار فخرية عام 2003. ولفت موقع IMDB الإلكتروني المتخصص في شؤون السينما إلى أنّ هناك فيلمين لأوتول باتا في مرحلة ما بعد الإنتاج، هما «مريم» لأليستر غريرسون وKatherine of Alexandria لمايكل ريدوود سيبصرا النور في 2014. وفي عام 2012، أعلن بيتر أوتول اعتزاله الفن، مؤكداً في البيان الذي نشرته مجلة «بيبول» الأميركية: «حان وقت الابتعاد عن السينما والمسرح. لم أعد أشعر بالحماسة».
أوّل رد فعل رسمي على رحيل أوتول كان للرئيس الإيرلندي مايكل هيغينغز الذي اعتبر أنّ بلاده والعالم «خسروا عملاقاً من عمالقة السينما والمسرح». أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، فغرّد على تويتر معلناً أنّ «لورنس العرب» هو أكثر الأفلام التي يحبها، مشيداً بأداء أوتول فيه واصفاً إيّاه بـ«المذهل».
يذكر أنّ أوتول عاش حياته في بريطانيا، حيث التحق بـ«الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية»، كما أنّه قدّم أدواراً مسرحية عدة مثل دور «هاملت» لشكسبير.