جميلة وفي جاذبيّتها طَعْم الحتميّة. قويّة وتوظّف كلّ قوّتها في طموحها.
■ ■ ■



الجهد، التنفيذ، النجاح.
وبفضل خيطٍ من الشكّ في نفسها، صادقة وفاتنة، وينطبق عليها وصف «فام فاتال».

■ ■ ■



ترغب في الحميميّة رغم حَذَرها. وما إنْ تبدأ بالحصول عليها حتّى تهرب.

■ ■ ■



تبدو جذورها أقوى منها، لكنّها الجذور المحدودة بالعائلة والمنشأ. جامعةً في أعماقها بين القدرة على الحبّ وخزائن من العزلة. وهذه الحَذِرَة مثل كرّاز الماعز عند تسلّقه الأعالي، تجازف أحياناً بأمانها لعيش لحظاتٍ شبه حاسمة.

■ ■ ■



تعصف بها الأحلام وترفض أن تتعثّر. وإذا رفضت الحبّ فلأنّه بدون ضمان. امرأةٌ صلبة وخائفة.

■ ■ ■



خوف، خجلٌ عميق، حذرٌ دائم من دوافع الآخرين. كلّ هذا إلى جانب قدرةٍ على الحبّ والولاء، ومحاولاتٍ لا تكلّ للسيطرة على العلاقات والتحكّم فيها. وغالباً ما تجد صعوبةً في إقامة توازن بين الارتباط والاستقلال.


■ ■ ■


امرأةٌ خُلقت لتتسلّق. الصاعد ألدّ أعدائه الخوف وأخلص أصدقائه الحيطة.

■ ■ ■



ما الذي يجعل امرأةً كهذه حرّة؟
كونها تستعصي على التدجين. امرأةٌ بَريّة.

■ ■ ■



بخل العواطف يُقوّي. إنّه فولاذ الروح، ترْس القلب. لا شيء يخترق هذا الحاجز. لا الحاجة ولا الحبّ. قد تخترقه الشفقة لحظة وسرعان ما يهبّ النسيان.

■ ■ ■



امرأةٌ كرَجُلٍ لا يفهم المرأة. امراةٌ يهمّها الانسجام مع نفسها قبل أحد آخر. عاجزة عن التعاطف مع عذاب الآخر كعجز رجلٍ دانت له فريسته، ولما حاسَبَتْه تَصرَّف باستخفاف مَن نسي كلّ شيء.

■ ■ ■




كأنّها تنصح لك أن تكون مقهوراً «من أجلك»!

■ ■ ■



حذار! إذا عرفكِ الرجل جيّداً _ ينطبق هذا على كل امرأة _ لا يعود قادراً على اجتياز البقيّة الباقية من المسافة.

■ ■ ■



الطَموحة الصاعدة تعتقد، عن حسن نيّة، أنّ لها المستقبل. المستقبل للجميع وليس لأحد. الحاضر لنفسه. الماضي وحده لنا.

■ ■ ■



الرجل يفضّل في المرأةِ ضعفاً ولو اختبأ أمام القوّة. الضعف مفتاحٌ ذهبيّ.

■ ■ ■



نصيحة امرأةِ الطموح والصعود أذكى النصائح ويستحسن الإصغاء إليها، خصوصاً على الصعيدين الواقعي والعملي. في المقابل تحتاج هي إلى مَن ينصحها في بعض المنعطفات الأساسيّة، لأنّها لا تُقدّر أهميّة ما يُعرض عليها ولا أهميّة ما تُفوّت.
بعض النساء لا بدّ أن يفعلن شيئاً يوماً من الأيام يُفقدنا إعجابنا أو احترامنا لهنّ.
امرأةُ الطموح والصعود ترتكب ما يجعلك تخشاها لا ما يجعلك تحتقرها.

■ ■ ■



كان بلزاك يقول إنّ المرأة عبدةٌ يجب وضعها على العرش. امرأةُ الطموح والصعود، ربّما عرفت «القبول» موقّتاً بمزعجات أو ضواغط، لكنّها لم تعرف العبوديّة. لا تلبث أن تتخلّص وتمشي واثقة إلى العرش وتجلس عليه دون استغراب أحد.

■ ■ ■



تدير ظهرها إلى ما لم تعد تريد، مسرعةً كأنّ السيّارة ستقلع بدونها.
الطموح يتحدّى مَن هم فوق، والصعود لا ينظر إلى مَن هم تحت.

■ ■ ■



تندم أنت على تعنيفها ندمين: واحداً عن نفسك وآخر عن عدم شعورها بالذنب.

■ ■ ■



نظرتها واقفة وهادئة. كلّ محاولة لحملها على الانفعال أو ردّ الفعل منذورة للفشل. «التمثيل» مهما كان ذكيّاً يتركها لامبالية. المظاهر (والمجتمعات الحديثة مجتمعات مظاهر) لا تعنيها، لأنّها تُشعرها بمحاولة سلب ذاتها الحقيقيّة.

■ ■ ■



إذا سخرتْ، فحتّى في سخريتها حياء.

■ ■ ■



كأنّها آتية من الصقيع، ومعها الهواء النقيّ، والعفويّة. وكلّ يوم تستدعي ذاتها فترجع هذه إلى الحظيرة. وهذا من فضائلها الكبرى.

■ ■ ■



قد يصدف لامرأةِ الطموح والصعود، بحكم توازنٍ خفيّ للقوى، أن تذهب إلى حبيبها بدافع الشوق والفضول، بينما يذهب إليها _ مع أنّه يحبّها فعلاً _ هرباً من حزنه وضجره.

■ ■ ■



تأخذ الشفقة بساعد الحبّ وقتاً يتوقّف عمره على حرص المرأة وعلى مدى تناغم الرجل في تجاوبه وإيّاها. غالباً، ولا أقول دائماً، إذا عرفت المرأة أن «تُعلّق» الرجل بحبائل الشهوة مع حنانه وخوفه عليها إلى حدود الشفقة (بمعنى المحبّة القصوى) استقرّ الحبّ الى الأبد. على الأقل من جانب الرجل. شفقة + شهوة = كلّ ما يريده الرجل من امرأةٍ تقيم أو تريد أن تقيم معه علاقة. علاقة مركّبة من هذا المزيج قد لا يحتملها الرجل المتوحّش، وهي ليست وصفة إلّا للمرأة. الرجل نادراً ما يعبأ بالشفقة، أمّا الجنس فهو متاح له أكثر ممّا يستحقّ.

■ ■ ■



إذا لاح شيء ولو زهيداً من كُمٍّ فوق ركبتيها، وإذا حصل فخاطفاً، يشعر الناظر إليه أنّه ينظر إلى نهوض ذكرى بيضاء من الأعماق الدفينة. بَشَرتها قوطيّة (غوتيك) ونقاؤها نقاء الأحياء المحفوظين في قوالبهم.

■ ■ ■



هذه رسالةٌ إلى المرأة المكتوب عنها. قد تقرأها وقد لا. وإذا قرأتْها فمن غير المستبعد أن تقول: «مَن هذه؟». ولن تجانب الصواب. فالسطح منها لم يظهر هنا، لأنّ جماله ليس موضع بحث. أمّا دخائلها وقد حاولتُ النظر إليها، فأنّى لي، وقد فارقني العزم على الكشف، أن أسبر غورها، فلا يبقى سرّ إلّا جاءني؟
وستقولين في نهاية المقال: حتّى أنت لا تعرفني.




طيف دو فونيس

جدلٌ على التلفزيون الفرنسي حول مسرحيّة «فنّ الضحك» المعروضة في مسرح الشانزيليزه. يحاول الممثّل إضحاك الجمهور بأساليب بائخة يشرح له بها كيف يضحكه (وهو لم يضحكه). جدلٌ تخرج منه خائباً من الهبوط الذي وصل إليه المسرح الفرنسي.
ضربت الأهداف التجاريّة الأرقام القياسيّة في التسويق للتفاهة والتضجيج حول الفراغ.
لو مرّ طيف لوي دو فونيس مروراً لثانية أمام أو وراء هذا التصنُّع المضني لفجّر الضحك وكان مروره كافياً لإفهام الشارحين الفاشلين ما هو الكوميك وأنّه، عدم المؤاخذة، موهبة.
الانذهال الفرنسي بالنتاج الأميركي الموسيقي والغنائي والمسرحي والسينمائي يفسّر جزئيّاً الانحلال الفرنسي حيال ما يظنّه مثقّفو باريس أفضل منهم.
ولو فتحوا صدر كلّ كاتب أميركي منذ إدغار آلن بو حتّى روبرت روث لوجدوا فيه دمى فرنسيّة مهترئة من فرط استهلاكها!




عابرات

الجنس سينتهي. سحرُ المرأةِ لم يعد ينطلي على الرجل. المساواة أَرَتْهُ ما لم يكن يجب أن يرى. مكان الصورة حلّ الزواج. حلّ مكان الحلم الروائح، اللزوجة، كركرة الأمعاء وباقي مفاعيلها، الصُفْرة، البثور، القيح. أصوات قضاء الحاجة. ما اكتشفته المرأة في الرجل هو أيضاً كارثة ولكنّها لم تصبها بالعنّة. الرجل بحاجة، مع المعشوقة، إلى وهمٍ بصلابة الوهم الذي عاش في كنفه عَهْدَ الأمّ.

■ ■ ■



هل بعض المجانين كذّابو جنون كما نَشْتبه، أم هو انطباعٌ يأتينا من غَيْرة تُسبّبها لنا الحالات الوجدانيّة التي يُعقّدنا جموحُها؟

■ ■ ■



لا يتذكّر أنّه قويّ إلّا بعد أن يبدّد قواه في متاهاتِ التوهُّم أنّه ضعيف!