خلال نشرة الأخبار المسائية على «الجديد»، ردّت المغنية الإماراتية أحلام، أوّل من أمس، على الحملة التي تتعرّض لها إثر نشرها تغريدة اعتبرها جزء كبير من اللبنانيين مهينة. أكدت أحلام لشادي خليفة أنّها لن تعتذر لأنّها تعتبر لبنان كالإمارات بالنسبة إليها، مشددةً على أنّها قصدت في تغريدتها الممثل ومقدّم البرامج اللبناني عادل كرم (الصورة) والصحافية نضال الأحمدية. أمام هذا الرد غير المقنع، الذي تفرّدت به «الجديد»، ظهر خليفة كمجرّد ساعي بريد، ممتنعاً عن بذل أي مجهود لمساجلتها حول تفاصيل ما حدث. وأمام الإساءة في معرض حديثها لكرم والأحمدية، استدركت مقدّمة النشرة سمر أبو خليل ولفتت إلى أنّ ما قالته صاحبة أغنية «أبتحداك» يمثّلها وأنّ المحطة لا تتبنى ما قالته. وكانت أحلام قد غرّدت قائلةً: «بقول للشحاتين بدل ما يتكلموا عن رأسهم الملكة، خلّي يلمّوا الزبالة اللي ملت الشوارع كنوع من الوطنية». جاء ذلك بعد عرض حلقتَي «هيدا حكي» و«شي أن أن» في 22 آذار (مارس) الحالي اللتين سخرتا من توقيف برنامجها «The Queen ــ الملكة» على قناة «دبي». عبارة غير لائقة، وضعت أحلام في مهب التعليقات الافتراضية النارية، قبل أن تُطلق الصحافية نضال الأحمدية هاشتاغ #منع_أحلام_من_دخول_لبنان، متوعدةً بمقاضاتها. وما هي إلا لحظات حتى تحوّل الهاشتاغ إلى «ترند» على تويتر لاقى رواجاً كبيراً، وخصوصاً في أوساط الإعلاميين والفنانين.الـ«سكوب» الذي حصلت عليه «الجديد» أوّل من أمس سبق عرض الحلقات المسجّلة من «هيدا حكي» (21:30 ــ mtv) و«شي أن أن» (21:30 ــ «الجديد») و«لهون وبس» (21:30 ــ lbci) في الليلة نفسها. ليلة أغرقت المشهد التلفزيوني في الكثير من السخافة والتفاهة والسطحية، ووصلت إلى أدنى مستويات الأداء الإعلامي، إذ خرجت الردود التي تضمّنتها البرامج الثلاثة عن نطاق السخرية إلى الابتذال والعنصرية.
خصّص «أبو طلال» (الممثل وسام سعد) فقرته في «شي أن أن» للحديث عن تغريدة أحلام. رغم محاولاته إضحاك الناس كالعادة، جاء النص مليئاً بالإهانات التي لم نعتدها من فريق عمل هذا البرنامج تحديداً. أشار «أبو طلال» إلى أحلام على أنّها «ذكَر»، لافتاً إلى أنّ وكالة «ناسا» تنوي أخذها إلى الفضاء لإجراء الاختبارات عليها «كما تفعل مع بعض الحيوانات»، كونها تنتمي إلى «جنس رابع، لا بل خامس»، فضلاً عن القول إنّها «مريضة نفسياً عجز الأطباء عن معالجتها».
أما هشام حدّاد، فاستضاف بقرة في الاستديو ينوي القائمون على برنامجه استبداله بها. البقرة بحسب مقدّم البرامج والممثل اللبناني، أصلها من «خليج... جونية»، وتأكل «الدجاج المقلي»، في إشارة إلى حب أحلام لدجاج سلسلة مطاعم «كنتاكي». كما روّج على الشاشة لهاشتاغ #مقهورين_من_البقرة، المستوحى من عبارة أحلام الشهيرة «مقهورين من الملكة»، مخصصاً فقرة كاملة لاستعراض ردود اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ردود بلغت كما جرت العادة حدود الهستيريا وامتزجت بالعنصرية المقيتة.
الردود نفسها حضرت في حلقة «هيدا حكي»، بما فيها تلك التي ذكّرت بشكل أحلام قبل خضوعها لعمليات التجميل، مرفقة بصور قبل وبعد. لكن الأكيد أنّ عادل كرم تفوّق على زملائه في المضمون الفارغ والشخصنة. ظهر في بداية حلقته كسلطان، محاولاً تقليد فحوى برنامج «الملكة» المليء بالعبودية، ليختم هذا الجزء بالقول: «رح تقولوا مين إنت يا عادل لتسمي حالك سلطان؟ ما إنت لبناني شقفة بياع فلافل مثل ما قالت الملكة أحلام... خلينا نكون واضحين إذا التي كانت تضيّف قهوة صارت ملكة، فطبيعي بياع الفلافل يصير سلطان». لاحقاً، ذكّر كرم أحلام بأنّ اللبنانيين «هم من صنعوا منك صوتاً وصورة»، وأنّهم «عملولك حدادة وزنّار بويا... لتصيري شبه بني آدم»، ليصفها في ما بعد بالـ«ناقة». العبارات البشعة كثيرة وتحتوي على أشكال مختلفة من العنصرية، وقد استحوذت على معظم الحلقة التي استضاف فيها كرم الفنانة الكويتية شمس، صاحبة الخلافات التي لا تعدّ مع أحلام، علماً بأنّ نقيب الصحافيين اللبنانيين عوني الكعكي حلّ ضيفاً على «هيدا حكي» أيضاً.
ما قالته أحلام مرفوض ومهين طبعاً. لكن، هل يكون الردّ بإخراج العنصرية الدفينة عند الكثير من اللبنانيين والخلط غير المبرّر بين النقد والإسفاف؟ هل هكذا تُصنع المادة التلفزيونية الساخرة؟