فجأة، صار العالم كلّه يعرف اسم جوزف كوني من ساكني أوستراليا، وصولاً إلى الأسكيمو. طبعاً، الفضل كلّه لفايسبوك، وتويتر، وجمعيّة «الأطفال غير المرئيين». حوالى 80 مليون شخص شاهدوا فيلم «كوني 2012» منذ وضعه على الشبكة الأسبوع الماضي. وإذا برجل العصابات الأوغندي جوزف كوني (1961) يتحوّل إلى المطلوب رقم واحد للناشطين الإلكترونيين. قائد «جيش الرب» الأوغندي المتشدّد LRA، قاد لسنوات عملياته الإجراميّة في الظلّ، إلى أن أخرجه فيديو Kony 2012 إلى العلن.
في مجاهل أوغندا، كان كوني يخطف الأطفال من منازلهم، يحوّل الفتيات إلى رقيق جنسيّ، والصبيان إلى مجنّدين في عصاباته المسلّحة. العمل الذي أنتجه وأخرجه ناشطون أميركيون في مجال حقوق الإنسان، شغل الدنيا في إطار حملة تهدف إلى إلقاء القبض على كوني، وتسليمه للعدالة الدولية. الفيديو سابقة في تاريخ النشاط النضالي الإلكتروني على الشبكة. لقد أسهم فيديو من 30 دقيقة في رفع الوعي العالمي حول قضيّة إنسانية وسياسية على درجة عالية من الخطورة، لم تحظَ بأي تغطية إعلامية، ولم يسمع بها إلا المهتمون بحلّ النزاعات في أفريقيا. رغم جهودها، تعرّضت جمعية «أطفال غير مرئيين» للكثير من الانتقادات بسبب نبرة الفيلم الترويجية، وعدم دقّتها في سرد بعض الوقائع التاريخيّة. وقد عاب بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان على صانعي الفيديو رغبتهم في الترويج لأنفسهم كأبطال على حساب سرد القضيّة، والإضاءة على حقوق الأطفال المستعبدين.
www.kony2012.com