كلّ سنوات الاعتقال، التي قضاها في السجون خلال عهدَي جمال عبد الناصر والسادات، لم تشفع للشاعر المصري الشهير أحمد فؤاد نجم لدى الأجيال الجديدة من المتشدّدين. هؤلاء الذين ذاقوا عذاب السجن نفسه يطالبون بعودة الفاجومي إلى الحبس من جديد. أمّا التهمة هذه المرّة، فهي سبّ المشير محمد حسين طنطاوي، وازدراء الدين الإسلامي، بحسب ما ورد في البلاغ الذي رفعه ضدّه المحامي أحمد سيف الإسلام حماد، الوكيل عن «ائتلاف دعم المسلمين الجدد». لكنّ هذه الهجمة الشرسة على الفاجومي فتحت الباب لاختبار مدى شعبية صاحب «الورد اللي فتح في جناين مصر». انطلقت حملات تضامن واسعة معه، لا في مصر وحدها، بل في دول عربيّة أخرى، أبرزها تونس التي غنّى ثوارها أشعار نجم وألحان الشيخ إمام خلال التظاهرات المناهضة لنظام بن علي. وللمفارقة، يتبنّى الإسلاميون اليوم اتهامات ساقها نظام مبارك في السابق، لإيهام الشعب أنّ الثورة مدعومة من إيران، ومنها اتهام ابنة نجم نوّارة بالانتماء إلى المذهب الشيعي. وتلك اتهامات ردّدها الإعلام المصري المنحاز للنظام خلال الثورة.