دمشق | مواهب «فريدة» من نوعها كشف عنها المرشحون لانتخابات مجلس الشعب السوري المقررة في أيار (مايو) المقبل... امتلأت شوارع دمشق بالألوان والصور والشعارات التي لم تلبث أن تحوّلت إلى مادة دسمة للسخرية بسبب مضمونها المفصول عن الواقع. أحد المرشحين أبدع في زرع اللوحات الطرقيّة بصوره، مبدياً حرصاً على أن تكون كلّ صورة مختلفة عن الأخرى. هكذا، ستجده يقف في كلّ ملصق أمام معلم أثريّ سوريّ مختلف، مؤدياً «حركة استعراضيّة» تشبه حركات المطربين في الملاهي. وقد بلغ مرشحنا ذروة إبداعه في ملصق يتقاسم فيه المساحة مع طائر ملوّن، على خلفيّة يظهر فيها صليب ومئذنة، ذيّلها بشعار «سوريا بلد الأمن والأمان». هذا ما جعل بعضهم يعلق ساخراً بأنّ الرجل قد يكون أخطأ المكان والزمان، وأنّه على الأرجح مرشّح ليكون خلفاً للبابا شنودة، على رأس الكنيسة القبطيّة في مصر. أحد مرشحي «الحزب الشيوعي» منح لحملته الانتخابية عنوان «في سبيل وطن حر وشعب سعيد»، ما ذكرّ كثيرين بشعارات أفلام الرسوم المتحركة. أحد المرشّحين اختار اعتماد الشفافية المطلقة، قائلاً: «أعدكم بالمستحيل... لكنّني سأبذل المستحيل بإذن الله». أما رجل الأعمال والمنتج التلفزيوني محمد قبنض، فاختار شعارات ترفع لواء مكافحة الفساد والبطالة. المشكلة أنّه أصرّ على مهر كلّ لوحة انتخابيّة له، باسم أحد نجوم «زمن البرغوث» المسلسل الذي يتولى إنتاجه لعرضه في رمضان. هكذا، قرأ الشارع السوري أسماء سلوم حداد، وأيمن زيدان، وعبد الهادي الصباغ، ومرح جبر على لافتات المرشح الشهير.
هذه «الزفّة» المخترعة، أثارت غضب الممثلين المذكورين. ونفى بعضهم لـ«الأخبار» أن يكونوا قد وافقوا على استغلال تواقيعهم للترويج لمرشّح، لا يعرفون شيئاً عن برنامجه الإنتخابي.
المشكلة أنّ اللافتات القماشية التي يطبع عليها المرشحون شعاراتهم، لن تسعفهم بعد الاستحقاق الانتخابي. ستتحول بعد فترة وجيزة إلى جدران لبيوت أطفال المخيّمات، تحميهم من البرد والحرّ. إذ دأب سكان مخيّمات أوتايا والصاخور في ريف دمشق على تنظيم حملات لجمع هذه اللافتات، واستخدامها لبناء جدران إضافيّة لبيوتهم.