بعد ثلاثة أشهر من الانتظار والترقّب، تعرض اليوم الحلقة الأولى من برنامج جوليان أسانج «العالم غداً». شاشة «روسيا اليوم»، تبثّ البرنامج الحواري، بالتزامن مع انقضاء ٥٠٠ يوم على بدء محاكمة أسانج بتهمة الاعتداء الجنسي، ووضعه في الإقامة الجبريّة، وفرض حصار مالي عالمي على موقع «ويكيليكس». «نبحث عن الأفكار الثورية التي من شأنها أن تغيّر العالم غداً»، يقول «القرصان» الأوسترالي في الشريط الترويجي للبرنامج الذي يعدّه ويقدّمه على شاشة الفضائية الروسيّة. بعد سنوات من العمل على اختراق أهمّ المواقع الرسمية، ونشر أسرار الحكومات حول العالم، سنشاهد مؤسس موقع «ويكيليكس» في دور الصحافي والإعلامي، محاوراً ضيوفاً سجاليين، من مختلف بقاع الأرض. ورغم التكتّم الشديد الذي يحيط بتفاصيل البرنامج المرتقب، إلّا أنّ المعلومات التي رشحت عنه، تبشّر بحلقات ساخنة وحوارات جديّة وصريحة، لم نعتد مشاهدتها على الفضائيات الغربية السائدة. كلّ ما نعرفه مثلاً عن ضيف الحلقة الأولى أنّه «شخصية شهيرة، ومثيرة للجدل»، بحسب القناة الروسية. وعلينا أن ننتظر حتى الساعة الثانية والنصف بتوقيت بيروت، موعد بثّ الحلقة الأولى، لنكتشف هوية هذا الضيف المجهول.
«العالم غداً» سيكون عبارة عن «سلسلة حلقات حوارية تتألّف من ١٢ مقابلة مع باقة مختارة من الضيوف الذين سيتركون بصماتهم على المستقبل، من سياسيين، وثوار، ومفكرين، وفنانين... ومن بين هؤلاء وجوه بارزة من العالم العربي» كما علمت «الأخبار».
بعض الضيوف سيسجّلون إطلالتهم الأولى على قناة فضائية غربية. وفي انتظار ردود الفعل على البرنامج الناريّ، قال أسانج: «سيقولون عني إنّي خائن، بعت نفسي للكرملين وأحاور المتطرفين حول العالم». هذا ما توقّعه «القرصان» الشهير في حديث مع «روسيا اليوم» أمس، كاشفاً خلاله بعض المعلومات التي تتعلق بتجربته كمحاور تلفزيوني. «أردت اعتماد نهج مختلف مع الضيوف. كان ذلك صعباً في بعض الأحيان، إلّا أنّه نجح في أحيان أخرى. وكشف عن جوانب مثيرة عند الضيوف لم تكن لتُكشف في المقابلات التقليدية».
وفي حديثه مع الفضائية الروسيّة، توقّع مؤسس «ويكيليكس» هجوماً على البرنامج من قبل صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، ووسائل الإعلام السائدة التي ستصفه «بالعدو والخائن الذي يحاور المتطرّفين السيّئين». لكنّه سيكون «هجوماً تافهاً، إذ يجب أن يعلموا أنّنا نجحنا في تنفيذ البرنامج، وكانت لدينا سيطرة كاملة على تحريره من دون أي تدخل من القناة في أي مرحلة من تنفيذه»، يقول أسانج قبل أن يضيف: «لكلّ مؤسسة إعلامية قضيتها وزاويتها في مقاربة الأمور، وقناة «روسيا اليوم» هي صوت روسيا، أي إنّها تقارب الأمور تبعاً للأجندة الروسية، مثلما تمثّل «بي. بي. سي» الحكومة البريطانية و«صوت أميركا» الحكومة الأميركية. لذلك، من الطبيعي جداً أن نبحث عن مؤسسة إعلامية تتمتع بقدرة الحديث بصوت عال».
أسانج الذي أكّد حرص برنامجه على إعطاء فرصة الكلام «لمن لا يحظى بها دائماً»، أسف لعدم تمكنه من إجراء مقابلات مع بعض الناشطين، وخصوصاً أولئك الموجودين خلف القضبان حالياً، أو الموضوعين تحت رقابة مشددة.



«العالم غداً»: ١١:٣٠ بتوقيت غرينيتش ١٤:٣٠ بتوقيت بيروت ــــ «روسيا اليوم»