يدور الحديث في كواليس الدورة الخامسة والستين من «مهرجان كان السينمائي» (16 إلى 27 أيار/ مايو المقبل)، عن 7 أفلام عربية تخوض سباق الترشيحات الذي دخل مرحلته النهائية هذا الأسبوع، استعداداً للإعلان الرسمي عن البرنامج اليوم الخميس خلال المؤتمر السنوي للمهرجان في باريس. وتحظى السينما المغاربية بحصة الأسد في هذه الترشيحات، مع ثلاثة أفلام من الجزائر، وثلاثة من تونس، إلى جانب فيلم من مصر.
الترشيحات الجزائرية تحمل تواقيع ثلاثة مخرجين بارزين، هم محمد شويخ الذي يعود الى الكروازيت بجديده «الأندلسي» (فيلم تاريخي عن سقوط غرناطة)، ومرزاق علواش الذي يتطلع لاقتحام التشكيلة الرسمية بجديده «وقت المصالحة» (عن حماقات سياسة العفو عن المتطرفين المسلحين في الجزائر)، بعدما ظلت أعماله، منذ ربع قرن، محصورة في التظاهرات الثانوية، كـ«أسبوع النقاد» و«أسبوعي المخرجين». أما العمل الجزائري الثالث الذي تشير آخر التسريبات إلى أنّه الأوفر حظاً في القبول ضمن التشكيلة الرسمية، فهو فيلم «زابانا» للسينمائي السعيد ولد خليفة الذي يعرفه المهرجان ناقداً ومتابعاً للشأن السينمائي منذ عقود، لكنّها مشاركته الأولى مخرجاً في عمل يتناول سيرة أحمد زابانا، أول شهيد نُفِّذ فيه حكم الإعدام خلال حرب الجزائر.
أما الترشيحات التونسية، فتضم ثلاثة أعمال ترصد كلّها جوانب من إرهاصات تونس ما بعد الثورة، وخصوصاً ما يتعلق بتصاعد الهجمات الأصولية والتضييق على الحريات. في مقدمة هذه الأفلام، يأتي جديد السينمائي الكبير النوري بوزيد Milles Feuilles (ألف ورقة) الذي يصوِّر فيه صاحب «صفائح الذهب» اغتياله من قبل المتطرفين، مُفرِداً مشاهد طويلة ومريعة لتفاصيل غسله وتكفينه ودفنه! أما العمل الثاني، فهو من إخراج محمد الزرن، ويحمل عنوان Dégage المستوحى من الشعار الشهير الذي رفعه المتظاهرون خلال الثورة التونسية في وجه بن علي. بينما يحمل الفيلم الثالث عنوان «نسمة» من إخراج حميدة الباهي.
من جهته، يُرتقب أن يعود المصري يسري نصر الله إلى الكروازيت لاقتحام التشكيلة الرسمية بجديده «فاطمة وريم ومحمود» (يتناول خلفيات «واقعة الجمل» في ميدان التحرير خلال الثورة المصرية) بعد ثماني سنوات من الحفاوة التي استُقبلت بها رائعته الملحمية «باب الشمس» (عن رواية إلياس خوري) في «كان 2004».
وكان صاحب «سرقات صيفية» قد شارك العام الماضي في المهرجان العريق بالعمل الجماعي «18 يوماً» الذي عُرض في تظاهرة خاصة خارج المسابقة.