بالتعاون مع أوركسترا الحجرة «كريميراتا بالتيكا» (بقيادة غيدون كريمر) و«مؤسسة إسترهازي»، تنظّم «مؤسسة آفاق» AFAC لقاءً تاريخياً يجمع اليوم وغداً، تسعة من الموسيقيين العرب وآخرين من منطقة البلطيق في قاعة «هايدن» في قصر «إسترهازي» (النمسا) في إطار الحوار والتفاعل الثقافي بين الشعوب. يهدف الحدث إلى اجتراح مساحة حرّة للموسيقى التجريبية والأعمال الكلاسيكية والحديثة معاً، وإلى تعميق النقاش حول الموسيقى المعاصرة، والتحدّيات التي تواجهها في ظلّ تأجُّج سؤال الهوية في زمن العولمة.
تتضمّن الحفلتان أعمالاً لموسيقيين من أرمينيا، وإستونيا، وهنغاريا، وإيطاليا، ولاتفيا، ومصر (مصطفى سعيد)، والسودان (علي عثمان الحاج)، وسوريا (زيد جبري، وميّاس اليماني)، ولبنان (جويل خوري، ومحمود تركماني)... وعلمت «الأخبار» أنّ مصطفى سعيد سيؤدّي «كونشرتو للماندولين» (دو ماجور) لأنتونيو فيفالدي، مستبدلاً الماندولين بالعود، ومضمّناً الكونشرتو تقاسيم مقامية مرسلة يرتجلها منفرداً بين الحركتين الثانية والثالثة، وأخرى موقَّعة برفقة الأوركسترا.
الموسيقي الشاب الذي عزف سابقاً «كابريس» لباغانيني على العود، يواصل الحفر في تقنيات العزف، مسكوناً بأسئلة «عن كيفية تطوير الموسيقى العربية واستثمار حقولها غير المطروقة». أمّا جويل خوري، فتقدّم «مونودراما» بعنوان «حلماً أَسْفَرَتْ» (أوبرا مصغّرة ترتكز على شخصية واحدة)، وتؤدّيها المغنّية اللبنانية المعروفة فاديا طنب الحاج، إضافة إلى فقرات عزْف وغناء يندغم فيها التراث الشعبي اللبناني («يا غزيّل»، و«عَ الروزانا»، و«يا حْنَيِّنة»، و«يا مايلة عَ الغصون») في موسيقى كلاسيكية معاصرة تزخر بالتجريب. تجنح جويل إلى دمج روافد مختلفة في ظلّ تحوّل العالم إلى قرية كونية، فيما يميل مصطفى سعيد إلى تأصيل الموسيقى العربية. تقدّم خوري في الندوة التي تُعقد على هامش الحدث رؤيتها إلى راهن الموسيقى العربية في ارتباطها بالوعي الجمعي والذهنية السائدة، وإلى الموسيقى والتأليف المعاصرين اللذين لم يحظيا بعد باهتمام جدّي، لا على المستوى الشعبي فحسب، بل أيضاً على الصعيد الموسيقي الأكاديمي العربي.
http://arabculturefund.org