أسبوع اطلاق المهرجانات هذا العام، كان من بطولة فادي عبّود الذي فرض نفسه على الجميع، عارضاً نظريّاته التي تحتاج إلى نقاش. المشكلة أن وزير السياحة الذي انتصر على أشرار الحكومة في معركة «الترويج» لصورة لبنان، لم يشك لحظة أن خطابه الطويل ليس في مكانه هنا، أو أن الأفكار التي يبشّر بها قد تكون موضع نقد ومساءلة. تغزّل بالقطاع الخاص، فيما واجبه العمل على تعزيز القطاع العام والدفاع عنه. شكى من الأوضاع القائمة كأنه ليس شريكاً في الحكم منذ سنوات! إندمج معاليه بالدور، بدا قادراً على أن يلعبه طوال الصيف.
لم ينتبه إلى أنّ الاعلاميين أنفسهم سمعوه أمس وأوّل من أمس، من «بيت الدين» إلى «بعلبك» فـ «بيبلوس»؟ يوم أمس في جبيل، أضاف الوزير إلى مونولوغه وصلة جديدة. لقد أنذرنا أنّه لن يدعم العام المقبل أي مهرجان ليست فيه «ليالي لبنانيّة»! ماذا يقصد بالليالي اللبنانيّة هذا الوزير الليبرالي الذي يسمح لنفسه بالتدخّل في برمجة المهرجانات المستقلّة؟ ثم أخبرنا مجدداً كيف حصل على مليون دولار من القطاع الخاص، ومليون آخر من موازنة الدولة، ليصوّر ويبث أفلاماً دعائيّة عن لبنان في CNN وEurosport إلخ. شكراً معالي الوزير، والحمد لله على انتهاء موسم المؤتمرات الصحافيّة.
«مهرجانات بيبلوس الدوليّة» تنعقد تحت لواء الغيتار، كما لفت ناجي باز المدير الفنّي، إذ تستضيف الدورة الثالثة عشرة إثنين من كبار عازفي هذه الآلة: SLASH أحد أيقونات الروك في الثمانينيات، وB.B. King ملك البلوز التسعيني الذي جاء أخيراً بعد ١٨ محاولة لدعوته إلى لبنان. «بطل الغيتار» ذو القبعة الشهيرة، مؤسس Guns n' Roses، سيحيي مع المغنّي مايلس كندي محطات من مسيرته في الافتتاح (٢٥/ ٦). والزنجي التسعيني سيعانق قيثارته «لوسيل»، ليشدو أنغام الحزن والفقد والقطيعة في الميناء الفينيقي القديم (٥/ ٧). الأغنية الفرنسية تتمثّل بجوليان كلير الذي يرافقه عازفو «الأوركسترا الفيلهارمونيّة اللبنانيّة» (٤/ ٥)، فيما يقدّم كاظم الساهر أمسية خاصة بنزار قبّاني بعنوان «وإنّي أحبّك» (١٤/ ٥). الديفا الألمانية أوته ليمبير التي جسّدت طويلاً الكاباريه البرليني، ستغنّي «التانغو الأخير» في بيبلوس، يرافقها طيف المعلّم الأرجنتيني أستور بياتزولا بين البيانو والباندونيون (١١/ ٥). الروك سيشكّل ذروة المهرجان مع فرقة Snow Patrol الايرلندو - سكتلنديّة (١٧/ ٧)، قبل أن يختتم بموسيقى طوارقيّة من المالي. فرقة «تيناريوين» ستؤدّي بلوز الصحراء بلغة التماشك، في أوّل تجربة لفتح «بيبلوس» على الأمسيات الرمضانيّة (٢٥/ ٥)، تمهيداً لتعميم الصيغة في السنة المقبلة. هل سيكون فادي عبّود ما زال وزيراً للسياحة؟

www.byblosfestival.org