في وقت شهد فيه الفايسبوك حملات تضامنية مع أدونيس من قبل مثقفين سوريين وعرب، أصدر عدد من الكتّاب والناشطين اللبنانيين بياناً أمس «دفاعاً عن حقّ الإنسان في الاجتهاد والخلاف والاختلاف». الموقّعون من بينهم حبيب صادق، وكريم مروة، ومحمد دكروب، ويمنى العيد، وعصام خليفة، وفهمية شرف الدين... أجمعوا «من حيث المبدأ على التضامن مع الشاعر أدونيس، في مواجهة ما يتهدده من خطر على حياته، كما ندعو إلى إطلاق حملة اجتماعية ثقافية تقف بالمرصاد لتيارات التخلّف والظلامية والتكفير، التي تعمل على تزييف الوعي والتخوين والاغتيال». واستغرب الكتّاب هذه الحملة الظلامية التي تتناقض «مع الانتفاضات الداعية إلى ولادة عصر جديد يعلي راية العقلانية وكرامة الإنسان وحقوقه».يأتي ذلك بعد أيام على تداول روّاد الفايسبوك منشوراً يفيد بأنّ «مهيار» «مطلوب للعدالة» بتهمة «التشبيح الطائفي والإعلامي والتهجّم على الدين الإسلامي»! المنشور الطائفي الكريه، الذي بقي معدّه مجهول الهوية، بدأ بسيرة مختصرة لصاحب «الثابت والمتحوّل»، جاء فيها أنه «علويّ من قرية قصّابين التابعة لجبلة»، وأنه «ثار على اسمه واسم أبيه» لأنّهما يمتّان إلى «التراث العربي الإسلامي المناقض للحداثة»، قبل أن يختار اسمه الحالي «نسبة إلى أحد أصنام الفينيقيين». وتوسّطت صورة الشاعر الكبير المنشور، فيما لُطخ اسمه بالدماء، وكُتب إلى جانبه: «لوائح
القتلة».
ولم يمض وقت طويل على تغلغل المنشور في صفحات الموقع الأزرق، حتى انهالت الإدانات عليه من قبل عشرات الكتّاب والشعراء والفنانين والصحافيين السوريين والعرب. وقد اجتمع العديد من المعارضين السوريين على التنديد بالحادثة من منطلق حقّ الإنسان في التعبير، رغم اختلافهم مع صاحب «مفرد بصيغة الجمع» في النظر إلى الأزمة السورية، مثل هالا محمّد وإياد شربجي وفرج بيرقدار، الذي كتب على فايسبوك: «من شاء أن يهدر دمه، فليهدر دمي معه».
أما المثقفون اللبنانيون، فقد شدّدوا في بيانهم أمس على أنّ التهمة «بالغة الخطورة بحق الشاعر أدونيس، وتنطوي على دعوة تحريضية إلى اغتياله، وهو لم يتقن، على مدى عمره، سوى صناعة الكلمة البليغة، معبّراً بها عن فكره ووجدانه شعراً ونثراً...».


البيان كاملاً