الرباط | يبدو أنّ قدر «مهرجان موازين» هذا الموسم أن يتحوّل إلى منصة «خطابة» ومنبر لتصريف المواقف السياسية التي أطلقها العديد من المطربين العرب المشاركين في المهرجان المغربي الذي يختتم غداً السبت. هكذا، بعدما شنّ فضل شاكر هجومه العنيف على الرئيس والنظام السوريين قبل أيام، ما خلّف ردود أفعال متباينة في أوساط المتابعين للمهرجان، شكّل هجوم أصالة نصري مفاجأة الليلة السادسة. وإذا كانت مواقف الفنانة السوريّة المعارضة للنظام معروفة، فقد أكّدت خلال مؤتمر صحافي على هامش المهرجان، أنّها لا تتفق مع أسلوب شاكر «لأنه ورّط الحاضرين في الأمسية» مضيفةً أنّ «المسرح هو ملك للجمهور فقط وليس مكاناً للجدل السياسي». غير أنّها سرعان ما عادت لتستغلّ المؤتمر الصحافي، لتشن هجومها على الفنانين المؤيدين للنظام، معربة عن ندمها على مساندة بعضهم خلال مشوارهم الفني لأنهم هاجموها بسبب مواقفها من الثورة السورية.وحالما اعتلت صاحبة «يا مجنون» الخشبة أول من أمس، حتى قدّمت الفصل الثاني من المسرحيّة، ولو بطريقة مختلفة. أهدت أغنيتها «ولا تصدق» إلى «الثوار الشرفاء الذين يدافعون عن كرامتنا»، ثم غنت «أنا الدمشقي» التي تأثّر بها الجمهور. وشنت هجوماً على «الجار اللبناني»، فبدت كمن يوجه رسائل مبطنة إلى الشعب اللبناني بكلمات أغنيتها «خلي هالطابق مستور... يللي بيتو من بلور ما بيرشق بالحجارة». وقالت الفنانة السوريّة إنّ «ثقتها بلبنان مهزوزة»، ملمحة إلى تورط الأجهزة اللبنانية مع النظام السوري «لأن العديد من الثوّار اختفوا هناك ومصيرهم مجهول».
أصالة التي أطلّت بالقفطان المغربي، واصلت مفاجآتها على منصة «النهضة» التي حج إليها الآلاف من عشاقها الذين تفاعلوا مع أغنياتها ورددوا معها معظم مقاطع أغنياتها، وبلغ التفاعل ذروته عندما دخلت المغنية المغربية الشابة آمال بوشاري، خريجة برنامج «استوديو دوزيم»، لتغني مع أصالة «ما بقاش أنا».
وخلال السهرة التي رافقتها فيها «الفرقة المغربية للموسيقى العربية» بقيادة المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي، خصّصت أصالة لحظة لتكريم الفنانة الراحلة وردة الجزائرية التي وصفتها بـ «أنبل إنسانة وفنانة عرفتها». وكان التكريم من خلال أداء رائعة «خليك هنا» للموسيقار الراحل بليغ حمدي.
وكانت المفاجأة الثانية التي حضرتها أصالة لجمهور «موازين» أداء الأغنية المغربية «حبيب القلب» برفقة الفنان عبد الرحيم الصويري، وهي الفقرة التي فضّل التلفزيون المغربي إسقاطها من السهرة التي نقلها مباشرة على الهواء، لأسباب غامضة.