أوليفييه بوافر دارفور (1958) لم يعد يحتمل كل هذا «الظلم»، وها هو يبقّ البحصة! إذ خرج الروائي الفرنسي أول من أمس على صفحات جريدة «ليبراسيون» ليعلن في بيان «ناري» استقالته من عضوية لجنة تحكيم «جائزة الرواية العربية»، التي يمنحها سنوياً «معهد العالم العربي» في باريس، ومجلس السفراء العرب في فرنسا. وفي رسالة وجّهها إلى الرأي العام الفرنسي، شرح سبب استقالته، التي تركّزت على بوعلام صنصال وسفره إلى «اسرائيل» (الأخبار 12/5/2012)، وما اعتبره سبباً في سحب «جائزة الرواية العربية» من الكاتب الجزائري بعد الضجة التي أثارتها زيارته إلى الكيان العبري. وعليه، أعلن بوافر دارفور في رسالته استقالته من عضوية لجنة تحكيم الجائزة التي يشغلها منذ تأسيسها عام 2008 على يد مجلس السفراء العرب في فرنسا. وقال بوافر دارفور إنّ صاحب رواية «شارع داروين» التي خوّلت صنصال الفوز بالجائزة، تلقى دعوة من مديرة «معهد العالم العربي» في باريس، وسفيرة الأردن في فرنسا لاستلام جائزته في المعهد يوم 6 حزيران (يونيو) الماضي، لكن «منذ أيام، تلقى أعضاء لجنة تحكيم الرواية رسالةً غريبة مفادها أنّ احتفال تسليم الجائزة تأجّل نظراً إلى «الأحداث الراهنة التي يشهدها العالم العربي»، واقتُرح علينا اجتماع جديد يقام في 12 حزيران (يونيو) بحضور سفيرة الأردن في فرنسا (دينا قعوار) وسفير جامعة الدول العربية في باريس. وبرسالة إلكترونية بسيطة، استُبعد بوعلام صنصال عن الجائزة». ورأى أوليفييه بوافر دارفور أنّ كل ذلك «يخفي حقيقة بائسة. خلال الفترة التي تفصل بين إعلان فوز صنصال بالجائزة وحفل تسليمه إياها، زار الكاتب إسرائيل للمشاركة في «مهرجان الكتّاب الدولي» في القدس. وقد أصدرت حركة «حماس» بياناً مندداً، رأت فيه أنّ الزيارة تمثّل فعل خيانة للفلسطينيين. ومن هنا جاء رد فعل مجلس السفراء العرب الراعي لجائزة الرواية العربية» القاضي بسحب الجائزة من صنصال. وبعدما حيّا أوليفييه بوافر دارفور «شجاعة» صنصال الذي تعرّض «للتهديد والإهانات» بسبب رفضه مقاطعة «صالون الكتاب في باريس» عام 2008 بسبب حلول إسرائيليين ضيوف شرف عليه، أعلن استقالته من «جائزة الرواية العربية»، داعياً الأعضاء الآخرين إلى الانسحاب أيضاً. هكذا، جاء الروائي الفرنسي ليدافع عن صنصال «المسكين»، الذي ما فتئ يهاجم الإسلاميين، لكنّه لم ير أي غضاضة في تبييض صورة كيان استعماري قائم على الفاشية.
(الأخبار)