تعالوا نكتشف بيروت في عيون «باري ماتش». المجلة الأسبوعية الفرنسية احتفت أخيراً بالعاصمة اللبنانية من خلال مقال نُشر في عددها الجديد (2 تموز/يوليو 2012) وحمل عنوان «بيروت منجم حقيقي للفنّ». المقال الذي كتبته الصحافية إليزابيث كوتورييه انطلق من الدورة الثالثة من «بيروت آرت فير» التي اختُتمت منذ أيام في «بيال» ليصف مدينة تحاول استعادة دورها الطليعي، وترافق مع صور لأعمال الفوتوغرافي جيلبير الحاج، وبيار كوكجيان، وأيمن بعلبكي، وعلي شرّي... بعد باريس ولندن ونيويورك وهونغ كونغ وشانغهاي ودبي، ها هي العاصمة اللبنانية تسعى إلى تبوّء المكانة التي تحتلّها هذه المدن بوصفها واجهة المشهد الفني المعاصر. لكنّ الكاتبة رأت أنّه وسط المنافسة بين دبي وبيروت، تتمتّع الأخيرة بسلاحين: سلاح الحرية والمناخ «المشرقط».

وخلال التحقيق، تصف لنا الصحافية بيروت بعيون سائحة، تحكي عن أبنيتها التي ما زال بعضها يحمل ندوب الحرب ورصاصها للتذكير بأنّه يجب عيش اللحظة الراهنة، وتتوقف عند الفورة الفنية غير المسبوقة التي تشهدها هذه المدينة، والمبدعين الذي يسهمون في تحريك العجلة. هكذا، تمرّ على المصمم إيلي صعب، ومصمّم المجوهرات اللبناني سليم مزنّر، والمصممة ندى دبس الذين فرضوا أنفسهم على الساحة العالمية بعيداً عن «البرّاق الشرقي».
وتتوقّف عند ساحة الفنون المعاصرة انطلاقاً من معرض «بيروت آرت فير» الذي تنظّمه مؤسسة ME.NA.SA ويغطي مساحة جغرافية كبيرة من المغرب حتى إندونيسيا. «هلال خصيب وجامعو تحف أثرياء» ومنصّة للمواهب الجديدة مثل اللبناني أيمن بعلبكي والمغربي محمد الباز والجزائرية الفرنسية زليخة أبو عبد الله إلى جانب جيل الروّاد في المحترف التشكيلي العربي والفن المعاصر مثل مروان قصاب باشي، وسلوى روضة شقير، وشوقي شمعون. وسط هذا المناخ، تخلص إليزابيث كوتورييه إلى أنّ أعمال الفنانين اللبنانيين الشباب مسكونة بالمراحل التراجيدية التي شهدها البلد وبإشكالية الذاكرة.
(الأخبار)