توفي أول من أمس «الرجل الذي مشى على القمر». رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ، فارق الحياة يوم السبت الماضي عن عمر ناهز 82 عاماً. وكان أرمسترونغ قد خضع لعملية في القلب مطلع الشهر الجاري. في عزّ الحرب الباردة والسباق السوفياتي ــ الأميركي إلى الفضاء، كُلّف أرمسترونغ قيادة مهمة الهبوط على القمر على متن المركبة «أبولو 11» مع عالمي الفلك باز ألدرين ومايكل كولنز. في 20 تموز (يوليو) 1969، خطا أرمسترونغ أولى الخطوات البشرية على كوكب القمر، مفتتحاً بذلك مرحلة جديدة في تاريخ علم الفضاء وتجاربه غير المحدودة. «إنّها خطوة صغيرة للإنسان، لكنّها وثبة عملاقة للبشرية». تلك كانت الكلمات المسجّلة لأرمسترونغ لحظة سار خطواته الأولى على سطح الكوكب الفضي.
ولد أرمسترونغ في ولاية أوهايو، وكان يملك ولعاً بالطيران منذ نعومة أظفاره، وقد حصل على رخصة طيران، وهو ما زال فتى. شارك في الحرب الكورية كطيار حربي، ثم أصبح طيار اختبار وانضم إلى برنامج الفضاء الأميركي عام 1962. سافر أرمسترونغ في رحلة أولى إلى الفضاء في عام 1966 كقائد لبعثة «جيميني 8»، لكنها لم تنجح في مهمتها بعدما انفجر أحد صواريخها الدافعة، لكن أرمسترونغ تمكّن من العودة سالماً إلى الأرض.
أما «الرحلة إلى القمر» عام 1969، فقد استغرقت أربعة أيام لتصل إلى وجهتها، وشاهد العالم المركبة القمرية «إيغل» وهي تنفصل عن المركبة الأم وتهبط على سطح القمر، وبعد نحو ست ساعات ونصف ساعة من ذلك الهبوط، أصبح ارمسترونغ (38 عاماً آنذاك) أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر.
وبعد إنجازه التاريخي ذاك، شغل أرمسترونغ وظائف إدارية عدة في «وكالة الطيران والفضاء الأميركية» (ناسا)، وأصبح أستاذاً للهندسة في جامعة «سينسيناتي» في ولاية أوهايو.
بعد اكتسابه شهرة عالمية، كرر أرمسترونغ مراراً أنه «لم يقم إلا بعمله» بالسير على سطح القمر. وهرب من الأضواء وملاحقة الصحافيين له، وعاش في مزرعة خاصة في ولاية أوهايو. ولم يكثر من الظهور الإعلامي.
في رسالته التأبينية، قال عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما إنّه «أحد كبار الأبطال الأميركيين». فيما وجهت عائلة أرمسترونغ رسالة إلى الناس حول العالم قالت فيها: «إذا تنزهتم خارجاً في ليلة صافية ورأيتم القمر يبتسم... فكّروا بنيل واغمزوا له بعينكم».
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)