في ظل الضغط الذي تتعرّض له قناة «الميادين» (الأخبار 5/11/2015) من قبل القمر الصناعي «عربسات»، تعقد شاشة «الواقع كما هو» مؤتمراً صحافياً اليوم عند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر في فندق «كورال بيتش» (الجناح ــ بيروت) لتسجيل موقفها الواضح من كلّ ما يجري.
غير أنّ اللافت أنّ إدارة «الميادين» تقدّمت أخيراً بطلب لعقد المؤتمر في مقرّ «نقابة الصحافة اللبنانية» (الروشة)، قبل أن تُفاجأ لاحقاً بـ«عدم القبول»، وفق ما أكد رئيس مجلس إدارة المحطة غسّان بن جدّو في اتصال مع «الأخبار». وعن سبب الرفض، رجّح بن جدّو أن يكون هناك من خاف من أن يتضمّن المؤتمر «كلاماً مزعجاً لبعض الحكومات العربية»، وهو يقصد السعودية طبعاً. لكن الإعلامي التونسي شدّد على أنّه ليس هناك نيّة في الحديث عن «أنظمة عربية محدّدة، وذكر أسمائها. هذا قرارهم ونحن نحترمه». علماً أنّ «الأخبار» حاولت من دون جدوى الاتصال بنقيب الصحافة عوني الكعكي المحسوب على تيار «المستقبل».
وكأنّه لا يكفي «الميادين» ما تواجهه حالياً، حتى تزيد النقابة الطين بلّة. وكانت الشركة التي تدير القمر الصناعي «عربسات» وتملك أكثر من ثلثها، ومقرّها الرياض، قد مارست ضغوطاً على الدولة اللبنانية وهددت بفسخ تعاقدها معها، ونقل محطّة بثّها من منطقة جورة البلّوط (المتن) إلى العاصمة الأردنيّة، إذا لم «تعاقب» «الميادين» بتهمة «الإساءة إلى دولة عربيّة»، أي السعودية. أما الإساءة فتتمثّل من وجهة نظر الشركة في «انتقاد وجّهه أحد الضيوف في أحد البرامج، إلى القيادة السعودية».
وفي ظل حملة الترهيب الجديدة التي قرّرت المملكة إطلاقها ضدّ حرّية الرأي والتعبير، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً تويتر وفايسبوك، بهاشتاغ #متضامن_مع_الميادين. راح الناشطون يقرنون تعليقاتهم بهذا الوسم إلى جانب #أنا_الميادين، للتعبير عن غضبهم مما يجري واستنكارهم له.
على خط موازٍ، برزت دعوة على فايسبوك لوقفة تضامنية مع «الميادين» أمام مقرّها في بئر حسن بعد ظهر التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. لكنّ القائمين على النشاط أكّدوا عبر صفحته على الموقع الأزرق أنّه بعد التواصل مع إدارة الفضائية العربية، وتقديرها للجهود المبذولة في التضامن معها قولاً وعملاً، «طلبت التريّث قليلاً قبل تنظيم وقفة تضامنية، وتأجيلها إلى وقت يحدّد لاحقاً، وذلك بعد الاجتماع الذي ستقيمه إدارة القناة عصر اليوم (أمس)، لتحديد الخيارات المقبلة».