ابتسامة خليل كلفت (1941 ــ الصورة) التي لطالما أضاءت بشرته السمراء انطفأت إلى الأبد. فارق المفكّر والمترجم المصري الحياة أمس عن عمر ناهز 74 عاماً، تاركاً إرثاً ضخماً من الأعمال الفكرية والأدبية. وقد أكد الخبر عدد من المقربين منه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فيما نعاه أمين الإعلام في حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» معتز الشناوي. هو مثقف من طراز خاص، جاء من النوبة (جنوب مصر) أوائل الستينات، وانخرط باكراً في صفوف اليسار المصري، إثر تركه الجامعة بعد دخولها بسنة واحدة فقط.
وقتها، كان اليسار المصري يخوض معركته مع النظام الناصري، يلتقيان على الأهداف ويختلفان على الوسائل، ولم يكن خليل كلفت بعيداً عن المشهد، لكنّه لم يكن قد أصبح ماركسياً صافياً، فقد جاء من النوبة بخلطة «ماركسي وجودي» على حد تعبيره. تنوّعت مساهماته بين النقد الأدبي، والتنظير لليسار العربي، وعمله كمترجم، واشتغاله على إنجاز القواميس والمعاجم اللغوية، التي يرى أنّها تجدد دماء اللغة. عام 1965، بدأ نشر مقالاته النقدية والأدبية في مجلة «الآداب» البيروتيّة، وفي 1982 أصدر كتاب «الكارثة الفلسطينية»، منتقداً بعض الأفكار السياسية التي رآها آنذاك مدمرة لما بقي من قوّة للمقاومة، قبل أن يتطرّق إلى المجلس الأعلى للثقافة في كتاب أصدره عام 2009 تحت عنوان «من أجل نحو عربي جديد».
«ثورة 25 يناير» أحيت لدى كلفت آمالاً كثيرة بخصوص إعادة الروح إلى اليسار المصري، وتوقّع وقتها أن يحمل المستقبل بعضاً من «الأمل». خلال العقدين الماضيين اللذين شهدا محاصرة اليسار، ركّز خليل كلفت جهده على مسارين: الأوّل يتعلّق بالترجمة التي احترفها، أما الثاني، فمرتبط بإنجاز القواميس والمعاجم اللغوية، والتنظير للنحو العربي.