بعد 10 سنوات من دخولها الساحة الفنية اللبنانية، تستعدّ فرقة «أشكمان» لنقلة نوعية في مسيرتها من خلال مشروع يختصر تجربتها «الثلاثية الأبعاد» (راب وغرافيتي وتصميم قمصان) وألبوم جديد سيبصر النور في صيف 2013. منذ نعومة أظفارهما، حضرت ثقافة الهيب الهوب بمختلف أشكالها بقوّة في حياة التوأم محمد وعمر قبّاني: «إنها تلازمنا منذ ولدنا عام 1983، وخصوصاً الراب والغرافيتي». يؤمن الثنائي البيروتي بأنهما ولدا من قارورة سبراي وميكروفون. شغفهما بالغناء والرسم على حيطان بيروت بدأ على طريق المدرسة»، حين كانا يقعان على شعارات الأحزاب السياسية التي كانت تغطي شوارع العاصمة آنذاك.
عام 2001، وجد الشابان طريقهما إلى الراب من خلال كتابة «مذكرات يومية» أثناء وجودهما في السرفيس تعبّر عن أفكار وقضايا سياسية واجتماعية، وتبتعد عن الحب والعاطفة «لأنه في منّه كتير» على حد تعبير عمر.
أمّا اسم الفرقة، فجاء تماشياً مع مبدأ التميّز لكن أيضاً لأنّه ترجمة للثقافة التي تأثر بها الشابان اللذان يعملان في مجال الإعلانات: «كل شي منعملو لبناني، وأشكمان ما في منها إلا بالشارع... بدنا نعبّر عن الناس بلغتهم». جمع «أشكمان» إنتاجهما الغنائي في ألبوم «نشر غسيل» (2006) ليعودا ويطلقا آخر عام 2009 حمل عنوان «أشكمان فوبيا». أما العمل الجديد الذي يتزامن إصداره مع عيد الفرقة العاشر، «فسيحمل الكثير من التجديد» من دون أن يختلف بمضمونه عن سابقيه.
يشدد عمر ومحمد على أنّ أغنيات الراب التي يقدمانها «تعكس شخصيتنا وليست مصطنعة»، مشيرين إلى «أنّنا لا نرتدي كاب ولا «باغي»... أسلوب حياتنا عادي جداً». الغناء قادهما أوّلاً إلى التجارة وتصميم القمصان عام 2007، إلى أن أسّسا متجراً خاصاً لهذه الغاية بعد ذلك بعامين، فاتحين المجال لكل المعجبين باقتناء الثياب التي يرتدونها أثناء الحفلات. ثم راحا «يجمّلان» الجدران المتسخة في بيروت من خلال غرافيتي تعبّر عنهما أيضاً، وكلّنا يتذكّر غرافيتي «الحجر اللي ببلدك إلك ولولدك» التي تحتل أحد جدران شارع الجمّيزة استنكاراً لقيام بعض الجهات الأجنبية بتدمير بيوت المنطقة القديمة وتحويلها إلى مجمّعات تجارية. «من بيروت» (الصورة) غرافيتي آخر خطّه الثنائي قبّاني في منطقة الكرنتينا «تقديراً لمديتنا وتعبيراً عن شعورنا بالمسؤولية تجاهلها». إذاً، من قلم رصاص، بدأ «حلم» يتحدّث عنه مصمّما الغرافيكس الشابان بفخر. وهنا، يذكّراننا بأنّ قارورة السبراي هي أشدّ تأثيراً من السلاح والدواليب المشتعلة في تحقيق «حلم التغيير».