بعد سلسلة الخطابات التي ألقاها منذ اندلاع الثورة في ليبيا، تحوّل معمّر القذافي إلى رمز... للفكاهة! هكذا امتلأت المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بنكات، وصور، وأشرطة فيديو ساخرة، تنتقد طريقة تعاطيه مع الثورة. إلا أنّ ياسر حماية اختار طريقاً آخر. ها هو يضع كتاب كوميكس عن الزعيم الليبي بعنوان «القائد الأعلى للكوميديا في العالم... معمر الطاسة». يوثّق الفنان الشاب في هذا الكتاب كل خطابات القذافي «المضحكة»، إلى جانب مجموعة من الملاحظات التي دوّنها هذا الصحافي المصري أثناء الثورة الليبية. ويضم الكتاب فصولاً مختلفة، منها «أكاذيب وأقوال القذافي»، و«نكات القذافي»، و«القذافي على الفايسبوك»، «وحارسات القذافي»، و«استعراض للثورة الليبية»... وفي كل فصل نشاهد صوراً فوتوغرافية، وأخرى مرسومة بواسطة الغرافيكس، إلى جانب نصوص ترصد «أطرف ما قاله الزعيم الليبي».
في حديثه مع «الأخبار»، يقول ياسر حماية إنّه كان مهتماً بسيرة العقيد حتى قبل إندلاع الثورة الليبية، «وقد جمعت مقالات كثيرة عنه، إلى جانب أبرز خطاباته منذ انقلابه العسكري عام 1969 حتى اليوم». ويقول الصحافي المصري إنّ «الثورة الليبية من أطرف الثورات، إذا ما استمعنا إلى خطابات القذافي». وينفي أن يحمل كتابه أي إساءة إلى الشعب الليبي «المناضل منذ أيام عمر المختار. هذا شعب مظلوم بسبب السنوات التي حكمه فيها معمّر القذافي». ولعلّ ما زاد من حماسة حماية لإعداد هذا الكتاب هو «جنون القذافي، هذا الرجل غير متوازن، وبالتالي يمكن توقّع أي شيء منه، تارةً يقصف شعبه، وطوراً يسجنه... إنه شخصية غريبة».
إذاً، جمع صاحب «اضحكي يا ثورة» ـــــ وهو كتاب ساخر عن الثورة المصرية ـــــ كل المعطيات المتعلقة بالقذافي، وحملها إلى «دار كنوز». «في البداية، أرادت الدار أن ننشر كتاباً عن الثورة الليبية، ونضال الشعب هناك... ولكنني أطلعت المسؤولين فيها على فكرتي فأحبوها، وهكذا صدر الكتاب». لكن هل كان ممكناً إصدار كتاب مشابه في مصر قبل سقوط نظام حسني مبارك؟ يضحك ياسر حماية قائلاً: «عندما كنت في الجامعة، التقيت مع مجموعة من الطلاب بالرئيس مبارك، وكنّا حين نتحدّث عن القذافي يسخر منه، ويخبرنا عن جنونه...».
وعمّا إذا كان سيوزّع الكتاب في العالم العربي، ينتظر حماية معرض الكتاب في مصر. «ستأتي دور نشر من مختلف أنحاء العالم العربي، ومن يعجبه الكتاب فسيأخذه ليوزّعه في بلده».