«أنا التاريخ/ أنا الشارع/ أنا اللي وسط الصعب بكون/ أنا اللي جوّا الحزن بغنّي/ أنا اللي قالوا عليه مجنون»، تقول أغنية «أنا المصري» لـ«تاكسي باند». تدعو الأغنية الجديدة إلى الوحدة بين المصريين على اختلاف طوائفهم، حفاظاً على منجزات «ثورة 25 يناير». وقد صوّرتها الفرقة الشابة على طريقة الفيديو كليب، وسيتمّ عرضها قريباً على معظم الفضائيات العربيّة. الكليب هو أوّل عمل مصوّر للفرقة، ويحمل توقيع المخرج علاء خالد.
وكانت «تاكسي» قد حقّقت شهرةً كبيرة على يوتيوب بسلسلة أغنيات عاطفية مثل «قلبك غراج»، وأخرى ذات نبرة سياسية، أشهرها «قالوا مجنون». هذه الأغنية محاكاة ساخرة لأحد إعلانات شبكة المحمول. جاءت كلماتها عابقة بالنقمة على حكم الطوارئ ومشاريع التوريث. ثمّ تحوّل العمل إلى أحد أناشيد الثورة، وبقي صداها يتردد في ميدان التحرير طوال أيام الغضب.
تعتمد الفرقة المستقلّة على مواردها الذاتية لإنجاز أعمالها، من تأليف وتلحين وتوزيع، إلى تصوير ومونتاج وإنتاج، كما يخبرنا بينو فارس، عازف الغيتار في الفرقة. وكليب «أنا المصري» سيكون أوّل عمل مصوّر يعرض لها في الإعلام المرئي، بعدما حققت معظم شهرتها على الشبكة العنكبويتة، سواء على صفحتها الخاصة على فايسبوك، أو بواسطة التسجيلات الحية لأغانيها المنتشرة على يوتيوب.
سنرى مادو، وبينو، ومحمد كامل، وعزمي، وشهير، وبيبو ـــــ شباب الفرقة الستّة ـــــ يجولون في شوارع القاهرة، وبين أسواقها وحواريها، ومقاهيها... وصولاً إلى كنائسها ومساجدها. «أردنا أن نركّز على تفاصيل البلد، ولم نوفّر زاوية من زوايا العاصمة»، يخبرنا بينو. بالنسبة إلى الفرقة، يبقى مشروع إنتاج ألبوم يجمع أغانيها، مشروعاً مكلفاً ومؤجلاً في الوقت الحاضر. هاجس taxi اليوم هو «البقاء وسط الناس، كما كنّا في ميدان التحرير»، يقول بينو. كليب «أنا المصري» هو محاولة للحفاظ على أحلام الثورة التي شاركوا في صناعتها. سنسمعهم يغنّون من وسط البلد: «أنا المواطن/ أنا المسلم/ أنا المسيحي/ أنا المصري/ أنا الثورة/ أنا الحرية/ أنا الإنجيل جنب القرآن».

تقدّم «تاكسي باند» وفرقتا «زاب» و«اسفلت» حفلة عند السابعة مساء اليوم في شارع البستان (وسط البلد ــ القاهرة) بدعوة من «تحرير لاونج»