امرأة بالبرقع الأحمر أمام برج إيفل، وثانية بالأبيض أمام البحر، وثالثة بالأزرق أمام قوس النصر في آخر جادة الـ«شانزيليزيه»: بألوان العلم الفرنسي الثلاثة، واكبت المصوّرة التايلاندية أمباني ساتو قرار السلطات الفرنسية منع ارتداء البرقع في الأماكن العامة الذي دخل حيز التنفيذ في نيسان (أبريل) الماضي. حين التقطت تلك الصور الزاهية، كانت الشابة لا تزال طالبة في المعهد العالي للفنون الجميلة في باريس. يومها، زارت المعالم السياحية في عاصمة الأنوار ورمت بسؤال الحريات في وجه الجمهورية التي ترفع شعار الحرية والأخوة والمساواة. اليوم، وبعد تخرجّها، تعرض المحاضرة في جامعة «رانغزيت» مجموعتها «برقع» المؤلفة من تسع صور في غاليري «يافوز» في سنغافورة. على أن ينتقل المعرض مطلع الشهر المقبل (6 آب/ أغسطس) إلى «غاليري كاتاماندو» في بانكوك.لم تعرض أمباني صورها في فرنسا. لكن خلال إقامتها في البلد الذي منع ارتداءه في الأماكن العامة، قرّرت الفتاة المسلمة أن ترتدي الحجاب: «حين قررت وضع الحجاب، كان ذلك للتعبير عن موقف اجتماعي، إضافةً إلى تعمّقي أكثر في ديانتي»، تقول المصوّرة التي ترى أنه «يحقّ المرأة أن تقرّر تغطية جسدها، إذ رغم أن البعض يعدّ البرقع تقييداً للحرية، فإن اختيار المرء ما يريد ارتداءه هو حرية يجب احترامها أيضاً». ولفتت إلى أن إقامتها في فرنسا شجعتها على ارتداء الحجاب لأن «ذاك البلد يسوّق فكرة الحرية والانفتاح، لكنّني لم ألمس هذا الأمر دوماً في التعاطي اليومي». رغم تحفظها على القانون الفرنسي الذي تعلنه من خلال الفن، تعترف المصورة بأن «منظر المرأة بالبرقع يثير الريبة وحتى الخوف لدى البعض. أعرف ذلك، وأعرف أن بعض ممارسات المسلمين تؤكد ذلك الانطباع السلبي»، إلا أنها تحيل ربط الإسلام بالإرهاب والقمع إلى سياسة دعائية تمارسها وسائل الإعلام.