القاهرة | خلال أيام قليلة، تحوّل أحمد الشحات إلى بطل على الفايسبوك. صفحات بالجملة على موقع التواصل الاجتماعي، راحت تحتفي «بالبطل المصري اللي رفع علم مصر على سفارة اسرائيل»، وتشكر «سبايدرمان المصري» على شجاعته. «في إسرائيل طائرات من دون طيار، وفي مصر طيّارون من دون طائرات». انطلق هذا التعليق بعد دقائق من انتشار خبر تسلّق الشحات ليل السبت الماضي البناية المجاورة لبناية السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ونزعه علم الدولة العبرية ووضع علم مصر مكانه. كانت تلك ليلة مختلفة بكل المقاييس، إذ ترك المصريون مجدداً مسلسلات رمضان، التي عادوا إليها بعد هدوء نسبي إثر تأجيل محاكمة مبارك. كالعادة، تصدّرت الصورة حائط فايسبوك، باعتباره المتحدث الرسمي باسم الشارع المصري حالياً. وعلى وقع التظاهرات المستمرّة المطالبة بسحب السفير الإسرائيلي من العاصمة المصرية، جاء مشهد أحمد الشحات ليمثّل لحظة فارقة نقلها شباب الفايسبوك على طريقتهم، وكما كان متوقعاً، انطلقت الصفحات التي ترحّب بتصرّف الشاب، الذي كشفت صفحة «كلّنا خالد سعيد» أنه هو نفسه الذي تسلّق قبل أسابيع عمود إنارة يبلغ ارتفاعه 12 متراً في ميدان التحرير، ورفع عليه العلم المصري.
يومها، أُطلق عليه اسم «سبايدرمان المصري»، فيما قارن كثيرون بين الجيل الذي كان يسير «جنب الحيط» في عهد مبارك، ثم فاجأ الجميع بالسير «فوق الحيط» بعد الثورة. واستدعى شباب الفايسبوك الفيلم الوحيد الذي تناول السفارة الإسرائيلية في مصر وهو «السفارة في العمارة»، إذ قال بعضهم إنّ الحكومة تفكّر في طرد الفنان لطفي لبيب كحل وسط، رداً على مطالب المتظاهرين بطرد السفير الإسرائيلي من مصر. ولبيب كما هو معروف أدى شخصية السفير الإسرائيلي في الفيلم، الذي أدى بطولته عادل إمام.
وسط كل هذا الهزل، نشطت الصفحات التي تطالب بالتصدّي للجرائم الإسرائيلية، وعادت صفحة «أنا أول متطوع في الجيش المصري في حال إعلان الحرب على إسرائيل» التي بلغ عدد أعضائها 163 ألفاً!