الدار البيضاء | منذ اعتقاله مساء الجمعة الماضي، تتواصل الوقفات التضامنية مع مغني الراب معاد بلغوات المعروف باسم «الحاقد»؛ إذ اعتقلت السلطات المغربية مغني الراب المغربي والعضو في «حركة 20 فبراير» المعارضة بتهمة الشجار مع أحد المواطنين. بينما يقول أصدقاؤه إنّ اعتقاله سياسي بحت، سبّبته أغنياته التي لا تنفك تنتقد النظام. وكان المغني الشاب قد اعتُقل في أحد أحياء الدار البيضاء خلال حشده تظاهرات احتجاجية تخوضها «حركة 20 فبراير» في نهاية كل أسبوع. لكنّ السلطات برّرت اعتقاله بضربه أحد أعضاء «حركة الشباب الملكي» المعروفة بعدائها لحركة «20 فبراير». غير أن شهوداً عياناً نفوا الرواية الرسمية، وأكدوا أنّ «البلطجي» قدم إلى الحي الذي يقطن فيه «الحاقد» واستفزّه بالسباب والشتيمة من دون أن يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك. وقال محامي «الحاقد» في جلسة الاستماع الأولى إنّ اعتقال الفنان سياسي، مضيفاً: «الدولة ذكية جداً، لم تعتقله بسبب أفكاره. ولهذا اختارت أن تلفّق له تهمة الضرب».
واشتهر معاد بلغوات بأغانيه التي توجه نقداً لاذعاً إلى الوضع الاجتماعي والسياسي في المملكة، وبمساندته «حركة 20 فبراير» التي ينشط في تنسيقيتها في مدينة الدار البيضاء منذ بدء الحراك الشعبي في المغرب قبل سبعة أشهر. وتنتقد أعماله نظم التدريس في المغرب، وفساد القضاء، والفروق الطبقية الشاسعة. وهناك أغنية تذهب أبعد من ذلك بانتقادها ملك المغرب وحكمه وصلاحياته الكثيرة وإحكامه القبضة على القطاع الاقتصادي: «شكون حنايا شكون حنايا ولاد الشعب المقهورين» لازمة باللهجة المغربية تتكرر في إحدى أغنياته وتعني «من نحن، من نحن نحن أبناء الشعب المقهورون» في إحالة إلى حقده على الوضع في المغرب. وتحت شعار «كلّنا حاقدون»، انطلقت حملة تضامنية واسعة مع بلغوات عبر المواقع الالكترونية، إضافةً إلى خروج تظاهرات يومي السبت وأمس الأحد، حاملةً صوره وأغانيه ومطالبة بالإفراج عنه، فـ«الحاقد» صار رمزاً للحراك المغربي، وليس «بلطجياً» كما أرادوا تصويره.