بينما فشلت السينما الروائية المصرية في مواكبة «ثورة 25 يناير» حتى الآن، رفعت الأفلام الوثائقية عنها الحرج في المهرجانات الدولية. ها هو الشريط الوثائقي «تحرير 2011» ينال جائزة الأونيسكو في ختام الدورة الـ68 من «مهرجان البندقية السينمائي».وكان الفيلم قد شارك في القسم الرسمي خارج المسابقة، وهو عبارة عن ثلاثة أفلام وثائقية دُمجت في شريط واحد: الأول هو «الطيب» للمخرج تامر عزت، ويرصد وجهة نظر المواطن المصري العادي الذي شارك في الثورة. والثاني «الشرس» للمخرجة آيتن أمين، ويرصد آراء رجال الشرطة إبان الثورة. والثالث هو «السياسي» للمخرج عمرو سلامة ويرصد الخطوات التي اتخذها مبارك خلال الثورة وكيفية التعامل معها من خلال حوارات مع سياسيين ورجال مقرّبين من مبارك حكوا عن كيفية تحول الرئيس إلى ديكتاتور في عشر خطوات.
الشريط الذي أنتجه محمد حفظي، صنعته مجموعة كبيرة من السينمائيين الذين شاركوا فعلاً في ثورة النيل في ميدان التحرير لغاية تنحّي مبارك. وهي المشاركة التي وفّرت لهم كماً هائلاً من اللقطات والحوارات الموثقة بالكاميرا التي لم يرها الجمهور بعد.ومن البندقية إلى تورنتو، يشارك الفيلم في الدورة الـ36 من المهرجان الكندي، حيث يعرض يوم الجمعة المقبل بحضور صنّاعه. يذكر أن «تحرير 2011» هو ثاني فيلم مصري يفوز بجائزة الأونيسكو بعد رائعة الراحل شادي عبد السلام «الفلاح الفصيح» عام 1970.