تحوّلت مسألة اختطاف المواطن سعد ريشا من أمام سنتر ريشا الذي يملكه مع شقيقه في شتوره، قبل يومين، إلى قضية رأي عام، بعد فشل الوساطات في إقناع الخاطفين بالإفراج عنه من دون فدية. وتفاعلت القضية إعلامياً وفي الشارع بعد حالة الغضب وقطع الطرقات التي عمّت البقاع الأوسط ومدينة زحلة، اعتراضاً على استمرار الخطف وتمادي العصابات في التعدّي على البقاعيين واللبنانيين بشكل عام.
وبحسب المعلومات، فإن الأكثر ترجيحاً هو أن الخاطفين يدورون في فلك المدعو «ح. ا.» الملقّب بالقرد، وهو من بلدة بريتال البقاعية، وقامت القوى الأمنية أمس باستجواب والده لمحاولة جمع معلومات عنه.
من جهته، عبّر الرئيس نبيه برّي أمام زوّاره أمس عن غضبٍ كبير على عصابات الخطف التي «باتت تشكّل خطراً على البقاعيين واللبنانيين جميعاً»، مهدّداً الخاطفين ومن يقوم بعمليات الخطف بشكلٍ عام بـ«حسابٍ عسير»، وداعياً القوى الأمنية والجيش إلى «الضرب بيدٍ من حديد وعدم التهاون مع المرتكبين في أي منطقة كانوا»، خصوصاً أن الوساطة التي كلف برّي بها المسؤول التنظيمي لحركة أمل في البقاع بسّام طليس، لم تدفع الخاطفين إلى التجاوب مع المساعي، والإفراج عن المخطوف. بدوره، لفت رئيس الجمهورية ميشال عون، أمام وفدٍ من البقاع الشمالي، إلى متابعته المباشرة لخطف ريشا، و«استنفار القوى الأمنية لإعادته سالماً الى عائلته»، مؤكّداً أن «الدولة لن تسمح لأي جهة بالإساءة إلى الاستقرار الأمني»، وأن «مثل هذه الحوادث لن تؤثر على العلاقات الأخوية بين أبناء منطقة البقاع على اختلاف مذاهبهم».
وإضافة إلى حملة التوقيفات التي قامت بها القوى الأمنية أمس، من المتوقّع أن تستمر العمليات الأمنية في بريتال، ودهم أماكن كل المشتبه فيهم بعمليّة الخطف، واستمرار البحث عن ريشا.
(الأخبار)